عاجل

الأزهر ينظم دورة تدريبية متخصصة لوعاظه لمواجهة الإلحاد بالحجة والعلم

أكاديمية الأزهر العالمية
أكاديمية الأزهر العالمية

أطلقت "أكاديمية الأزهر العالمية" دورة تدريبية مكثفة لعدد من وعاظه، تحت عنوان "مواجهة الإلحاد"، وذلك خلال الفترة من الأحد 27 أبريل إلى الخميس 8 مايو 2025.

وشهدت الفعاليات سلسلة محاضرات متخصصة جمعت بين الرؤية الدينية والتأصيل النفسي، وهدفت إلى تأهيل الخطاب الدعوي بوسائل أكثر عمقًا، علمًا، وتأثيرًا، في ظل تصاعد الخطابات الإلحادية على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما بين فئات الشباب.

المحاضرة الأولى

وجاءت المحاضرة الأولى بعنوان: "منهج القرآن الكريم في الرد على شبهات الملحدين"، ألقاها الدكتور سامي هلال، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، الذي بيّن خلالها أن القرآن الكريم لم يُواجه الإلحاد بردود عاطفية أو تلقينية، بل بمنهج علمي قائم على البرهان والمنطق والفطرة.

أكاديمية الأزهر العالمية
أكاديمية الأزهر العالمية

وقال هلال في محاضرته: "القرآن يطرح أسئلة جوهرية، مثل: «أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون؟»، لا ليجيب نيابة عن الإنسان، بل ليحفّزه على التفكير وإعادة النظر، وهي أسئلة تهدم دعاوى الإلحاد من أساسها، لأنها تفضح تناقض الفكر المادي".

وأضاف أن أسلوب القرآن يجمع بين الاستدلال العقلي والدعوة للتأمل الكوني، ويقدم نموذجًا يمكن البناء عليه في مواجهة موجات الإلحاد المعاصرة، مشددًا على أهمية إعادة تقديم هذا المنهج اليوم بلغة تحاكي تطورهم المعرفي والنفسي.

علاقة الشخصية بالإلحاد

من جانبه، قدّم الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، محاضرة ثانية بعنوان: "أنماط الشخصية الإنسانية وعلاقتها بالإلحاد"، تناول فيها الجانب النفسي للظاهرة، والذي يُعد عاملًا أساسيًا لا يقل أهمية عن الجانب العقائدي.

أكاديمية الأزهر العالمية
أكاديمية الأزهر العالمية

الشخصية المؤهلة للإلحاد

وأوضح المهدي أن بعض أنماط الشخصية مثل الشخصية المترددة، أو المتمردة، أو الانعزالية قد تكون أكثر عرضة لتبني أفكار إلحادية إذا لم تجد الدعم الأسري أو التوجيه الديني المناسب، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الملحدين المعاصرين لم يصلوا إلى الإلحاد عن قناعة عقلية بقدر ما دفعهم إليه اضطراب نفسي، أو صدمة مجتمعية، أو فجوة معرفية.

تأثير الإنترنت

كما حذّر من تجاهل التأثير العميق للإنترنت على تشكيل قناعات الجيل الجديد، داعيًا إلى ضرورة دمج التحليل النفسي والاجتماعي في صياغة الخطاب الدعوي، وتقديم الدين في صورة رحبة ومتزنة تراعي اختلافات البيئات والثقافات.

وتستمر فعاليات الدورة حتى اليوم، وسط إشادة من المشاركين بما يقدم فيها من محتوى علمي دقيق، وتكامل في الرؤية بين علماء الدين وخبراء النفس والاجتماع، في تجربة تمثل ركيزة جديدة لمشروع الأزهر المستقبلي في حماية الشباب من تيارات الإنكار والتشكيك.

تم نسخ الرابط