خالد الجندي: القرآن يوجّه العقل نحو المفيد ويتجنب الأسئلة المُضللة
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم يحمل في آياته توجيهًا بديعًا للعقل الإنساني نحو ما ينفعه ويفيده، دون الدخول في تفاصيل قد تشتت الذهن أو تضره.
إعجاز قرآني
وأوضح الجندي، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن القرآن يجيب فقط عن الأسئلة التي تحقق مصلحة للإنسان، ويُعرض عن الأسئلة التي لا طائل من ورائها.
وأضاف: "ربنا بيقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسُؤكم)، يعني مش كل سؤال لازم نعرف له إجابة، وده من رحمة ربنا بينا، علشان ما نشغلش نفسنا بحاجات ملهاش فايدة أو ممكن تسبب لنا أذى نفسي أو روحي".
لماذا سكت القرآن عن بعض التفاصيل؟
وأشار الجندي إلى أن القرآن الكريم قصد السكوت عن بعض التفاصيل في القصص القرآني، لأنها لا تمثل إضافة معرفية حقيقية، وضرب مثالًا بذلك قائلًا: "في قصة سيدنا يوسف، لما حكى عن اللي اتهموه أو اللي كانوا معاه في السجن، ما ذكرش أسماءهم، لأنه ببساطة مش هيفيدنا نعرف أساميهم… الهدف كان العبرة مش الأسماء".
وأضاف أن هذا المنهج القرآني يُعلّم الإنسان ألا ينشغل بما لا ينفع، وألا يلهث وراء كل سؤال أو معلومة لمجرد الفضول، خاصة إذا كانت خارج نطاق قدراته العقلية أو المعرفية.
التحذير من التجرؤ
ولفت الشيخ الجندي إلى خطورة الانشغال بالأسئلة المتعلقة بالغيبيات، أو محاولة إدراك ذات الله أو صفاته بعقل بشري محدود، مستشهدًا بقول الله تعالى: "(ولا تقف ما ليس لك به علم)"، مشددًا على أن تجاوز هذا الحد قد يؤدي بالبعض إلى الانحراف أو الإلحاد.
وقال: "في ناس بتسأل أسئلة ملهاش إجابة عقلية واضحة، زي إزاي شكل العرش، أو إزاي ربنا بيشوفنا… العقل البشري له حدود، والقرآن بيعلّمنا إن مش كل حاجة لازم نعرفها بالتفصيل، لأن في حاجات فوق قدراتنا".
القرآن يقدّم الإجابة
وأشار عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى أن القرآن الكريم كان يجيب أسئلة العرب في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بما يتناسب مع مستواهم المعرفي، دون الدخول في تعقيدات علمية لا تناسبهم.
واستدل على ذلك بقوله: "لما سألوه عن الأهلة، ما شرحش ليهم محاور الأرض والكواكب، رد ببساطة وقال: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، يعني خليك في اللي هينفعك في حياتك ودينك".
دعوة للتركيز وتجنب التشتيت
وختم الجندي حديثه بالتأكيد على أن عظمة القرآن تتجلى في تركيزه على ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته، وأنه يقدم الإجابات النافعة، ويتجنب الخوض في تفاصيل لا تعود بفائدة، قائلًا: "القرآن عارف إيه اللي هينفعك وإيه اللي مالوش لازمة… بيجاوبك على المفيد، وبيسكت عن اللي مفيش منه نفع… وده درس لازم نتعلمه في حياتنا: اسأل نفسك دايمًا، السؤال ده هيفيدني ولا هيضيّع وقتي؟".
