أكاديمية الأزهر العالمية تنظم محاضرة ضد الفكر المتطرف لوافدي 9 دول .. تفاصيل

نظّمت أكاديمية الأزهر العالمية، محاضرة علمية بعنوان: "آيات أخطأ فهمها المتطرفون"، وذلك ضمن فعاليات دورة "إعداد الداعية المعاصر"، التي تُعقد بمقر الأكاديمية خلال الفترة من الأحد ٦ أبريل إلى الخميس ٥ يونيو ٢٠٢٥م، لعدد من الأئمة والدعاة الوافدين من دول: الجزائر، زامبيا، غينيا كوناكري، الجابون، الهند، تنزانيا، بنين، وتوجو، وذلك في سياق جهود  أكاديمية الأزهر العالمية المتواصلة للارتقاء بالخطاب الديني وتحصين الدعاة ضد الفكر المتطرف.

انحراف الفهم يغذي ظاهرة التطرف

ألقى المحاضرة الدكتورعبد الفتاح العواري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، وعميد كلية أصول الدين بالقاهرة سابقًا، حيث استعرض عددًا من الآيات التي طالها سوء التأويل من قبل أصحاب الفكر المنحرف، موضحًا أن الانحراف في الفهم هو من أبرز الأسباب التي تُغذي ظاهرة التطرف والغلو باسم الدين.

وأكد العواري، أن التعامل مع النصوص الشرعية ينبغي أن يكون بعلم وفهم وسعة أفق، وأن التفسير الصحيح لا يستقيم دون وعي بالسياق النصي والتاريخي، ومراعاة المقاصد العامة للشريعة. 

كما شدد على أن الداعية المعاصر لا بد أن يمتلك أدوات الاجتهاد الرشيد، وأن يكون مؤهَّلًا لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، لا سيما ما يتعلق بالشبهات المثارة حول النصوص القرآنية.

وثيقة الأخوة الإنسانية

في سياق آخر، ناقش فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ، مع محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم تضمين «وثيقة الأخوة الإنسانية» في المناهج التعليمية.

وأكَّد شيخ الأزهر، ضرورة غرس القيم الدينية والأخلاقية، وبث الاعتزاز بالهوية، وإحياء العادات الأصيلة التي تربينا عليها كحبِّ القراءة والاطلاع وربط النشء والشباب بتراثنا وجذورنا الثقافية والحضارية وتاريخنا العريق، وذلك من خلال المناهج التعليميَّة، بشكل مبسط يسهل معه تلقي المعلومات واستدامة المعرفة، في ظل هذا الطوفان من الغزو الثقافي الذي يحاول اقتلاع عقول أبنائنا وبناتنا، وفصلهم عن واقع وطنهم وأمتهم، وإقصاء منظومة القيم والأخلاق عن حياة الشباب والنشء، من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تقتحم عليهم عقولهم دون رقيب.

ومن جانبه، أكد الوزير محمد عبد اللطيف حرصَ الوزارة على تنمية الجانب الأخلاقي لدى التلاميذ، والجمع بينه وبين تحصيل العلوم والمعارف، مؤكدًا منهج الوزارة في استعادة المدارس لدورها كمؤسسات تربوية تعمل على تنشئة الطلاب وتربيتهم بشكل سليم، وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة ونزعات الانسلاخ من الهوية التي تستهدفهم بشكل مكثف.

كما ناقش شيخ الأزهر ووزير التربية والتعليم تضمين «وثيقة الأخوَّة الإنسانية» التاريخية، التي وقَّعها فضيلته مع قداسة البابا فرنسيس عام ٢٠١٩، إلى مناهج التعليم قبل الجامعي، وأكَّد فضيلته أهمية بنود هذه الوثيقة في نشر قيم التعايش والأخوة، وتعزيز ثقافة احترام الآخر؛ حيث رحَّب وزير التربية والتعليم بمقترح شيخ الأزهر، مؤكدًا دراسة كيفية تضمين نصوص هذه الوثيقة التاريخية والاستفادة منها على أكمل وجه.