4 مشروبات طبيعية فعالة في مقاومة القلق والتوتر ودعم الجهاز العصبي
في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد فيه الضغوط النفسية والمهنية والاجتماعية، تناول مشروبات طبيعية لتخفيف القلق والتوتر بات أمراً ملحاً لكثير من الناس، خصوصاً أولئك الذين يسعون للابتعاد عن الأدوية الكيميائية لما لها من آثار جانبية.
مشروبات طبيعية لمقاومة القلق
وفي هذا السياق، كشفت دراسات حديثة وتصريحات خبراء تغذية عن مجموعة من المشروبات الطبيعية التي يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج، بفضل مكوناتها الغنية بالعناصر والمركبات التي تدعم عمل الجهاز العصبي.
الكاكاو بالحليب.. خليط سحري للهدوء النفسي
يُعد الكاكاو بالحليب من أبرز المشروبات التي تعزز الراحة النفسية وتخفف من التوتر، حسبما صرّح به أخصائي التغذية الروسي يفغيني أرزاماستسيف لموقع "موسكو 24".
وأوضح أن هذا المشروب يحتوي على نسبة عالية من عنصر المغنيسيوم الذي يعد أساسياً في تنظيم عمل الجهاز العصبي، إذ يساهم في تقليل التشنجات العضلية الناتجة عن الإجهاد ويُخفف من حدة التوتر العقلي والعصبي.
كما أشار أرزاماستسيف إلى أن الكاكاو غني بمركبات تساعد على تعزيز إنتاج الناقل العصبي GABA، وهو أحد المركبات المسؤولة عن الشعور بالاسترخاء والراحة النفسية.
وعند مزجه بالحليب، يُضاف إلى المعادلة عنصر الكالسيوم الذي يُسهم في نقل الإشارات العصبية بكفاءة، ما يعزز تأثير الكاكاو في تحقيق التوازن العصبي.
وينصح أرزاماستسيف بشرب الكاكاو بالحليب مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، على أن تكون الجرعة في كل مرة حوالي 200 مللي لتر، حتى يتم الاستفادة من فوائده دون التأثر بمحتواه من السكر أو الدهون، لا سيما عند إضافة الحليب كامل الدسم أو المحليات الصناعية.
شاي البابونج.. دواء الطبيعة الهادئ
من المشروبات المعروفة بقدرتها على تهدئة الأعصاب منذ آلاف السنين هو مغلي البابونج، الذي يحتوي على زيوت طيّارة ذات تأثير مهدئ على الجهاز العصبي المركزي.
وقد أثبتت دراسات علمية أن استهلاك البابونج بانتظام يمكن أن يقلل من أعراض القلق ويحسن نوعية النوم، لما له من تأثير مشابه لبعض المهدئات الخفيفة.
كما أن مغلي البابونج يتمتع بخاصية تقليل التوتر العضلي والذهني معاً، مما يجعله مشروباً مثالياً قبل النوم أو في نهاية يوم مرهق، خصوصاً لمن يعانون من الأرق أو التفكير المفرط.
النعناع مع الليمون.. انتعاش للجسم والعقل
أما مغلي النعناع مع الليمون، فهو مزيج منعش ومفيد في آن واحد، إذ يحتوي النعناع على مركبات تساعد على ارتخاء العضلات الملساء، بما في ذلك عضلات الجهاز الهضمي والجهاز العصبي، مما يؤدي إلى شعور عام بالراحة الجسدية والنفسية.
في حين يضيف الليمون بعداً من الانتعاش ويعمل كمضاد للأكسدة، يعزز مناعة الجسم ويقلل من التعب الذهني.
هذا المشروب مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من توتر مصحوب بأعراض جسدية مثل آلام المعدة أو الصداع الناتج عن الإجهاد، لكن من المهم تناوله بحذر في حال وجود مشكلات هضمية أو تحسس نباتي.
شاي الزنجبيل بالعسل والليمون
من المشروبات التي أثبتت فعاليتها في تقليل التوتر أيضاً هو شاي الزنجبيل، خصوصاً عند تحضيره مع العسل الطبيعي وعصير الليمون.
يتميز الزنجبيل بخصائصه المضادة للالتهابات والتي تساعد في تحسين الدورة الدموية، مما يُعزز من تدفق الدم إلى الدماغ ويُقلل من الشعور بالإرهاق الذهني.
إضافة العسل تمنح المشروب طعماً لطيفاً ومفعولاً مهدئاً، بينما يوفر الليمون فيتامين C الضروري لدعم المناعة، ما يجعل من هذا المشروب خياراً رائعاً خلال فترات التوتر، خاصةً عندما يتزامن معها ضعف جسدي أو برودة الجو.
التوازن النفسي يبدأ من اختيارك اليومي
يؤكد الأطباء وخبراء الصحة أن إدخال هذه المشروبات إلى الروتين اليومي، جنباً إلى جنب مع النوم الكافي، النشاط البدني المعتدل، وتخفيف التعرض للمحفزات السلبية مثل الشاشات والتوترات الاجتماعية، يمكن أن يُشكل فارقاً حقيقياً في الصحة النفسية على المدى الطويل.
- الكاكاو بالحليب: يهدئ الجهاز العصبي ويقلل تشنجات العضلات، يتم تناوله مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً – 200 مل لكل مرة.
- مغلي البابونج: يساعد على الاسترخاء وتحسين النوم، يتم تناول كوب دافئ قبل النوم أو في المساء.
- النعناع مع الليمون: يخفف من التوتر العضلي والعقلي، وينعش الذهن، اشرب كوب صباحًا أو بعد الظهيرة.
- الزنجبيل بالعسل والليمون: يقلل التوتر ويقوي المناعة ويحسن الدورة الدموية، اشرب كوب يومي صباحًا أو مساءً حسب الحاجة.
على الرغم من الفوائد الكبيرة لهذه المشروبات، إلا أنها لا تُعد بديلاً للعلاج النفسي أو الدوائي الموصوف من الأطباء المختصين في حالات القلق الشديدة أو الاكتئاب السريري، لكنها تبقى وسيلة داعمة وآمنة يمكن الاعتماد عليها كجزء من نمط حياة صحي ومتوازن.
