دور فيتامين د في تقليل خطر الإصابة بـ سرطان الأمعاء | تفاصيل

في وقت تشهد فيه الإصابة بـ سرطان الأمعاء ارتفاعًا مقلقًا، خاصة بين الفئات الشابة، أشار الدكتور جاستن ستيبينج، أستاذ العلوم الطبية الحيوية بجامعة أنجليا روسكين في المملكة المتحدة، إلى أن فيتامين د قد يكون له دور وقائي في تقليل خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
وفي تصريحات أدلى بها في تقرير نشره موقع The Conversation، أوضح ستيبينج أن هناك أدلة علمية متزايدة تدعم هذه الفكرة، مؤكدًا أن الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د يمكن أن يكون خطوة هامة في الوقاية من سرطان الأمعاء.
فيتامين د وأثره في صحة الأمعاء
فيتامين د، الذي يُطلق عليه "فيتامين الشمس" نظرًا لأنه يُصنع في الجسم عند التعرض لأشعة الشمس، يلعب دورًا مهمًا في عدة وظائف حيوية داخل الجسم، يعد هذا الفيتامين من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحة العظام والأسنان.
كما أنه يعزز من عمل الجهاز المناعي، ويساهم في تنظيم النمو الخلوي، كما يمكن أن يكون لفيتامين د تأثير مباشر في الوقاية من السرطان، وخاصة سرطان الأمعاء.
يشير الخبراء إلى أن الأمعاء تعد من المناطق التي يكون فيها تأثير فيتامين د ملحوظًا، حيث يساعد هذا الفيتامين في تنظيم النمو الخلوي في أنسجة الأمعاء، مما يساهم في منع التكاثر غير المنضبط للخلايا الذي قد يؤدي إلى السرطان، وعليه، قد يلعب فيتامين د دورًا وقائيًا في حماية الأمعاء من الإصابة بالسرطان.
دور فيتامين د في الوقاية من السرطان
أظهرت العديد من الدراسات أن فيتامين د قد يكون له تأثير إيجابي في تقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، وفقًا للدكتور ستيبينج، أظهرت الأبحاث المخبرية أن فيتامين د يمكن أن يساعد في تنظيم نشاط الخلايا في الأمعاء، ويساهم في تقليل الالتهابات المزمنة التي تعد أحد العوامل المساهمة في تطوير السرطان.
وعلاوة على ذلك، فقد ربطت بعض الدراسات بين مستويات فيتامين د المرتفعة وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، مما يثير الأمل في أن مكملات فيتامين د قد تكون وسيلة فعالة في الوقاية من السرطان.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين فيتامين د وسرطان الأمعاء، قال الدكتور ستيبينج إن الدراسات قد أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين د هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان مقارنة بأولئك الذين يحرصون على الحفاظ على مستويات كافية من الفيتامين.
ومع ذلك، تظل الأدلة بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد ما إذا كان فيتامين د قادرًا على تقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بشكل قاطع.
النتائج المتناقضة من الدراسات السريرية
على الرغم من الفوائد المحتملة لفيتامين د، أشار الدكتور ستيبينج إلى أن الأبحاث السريرية المتعلقة بتأثير هذا الفيتامين على سرطان الأمعاء لم تقدم نتائج حاسمة بعد.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة كبيرة شملت 25 ألف شخص أن مكملات فيتامين د لم تُظهر تأثيرًا كبيرًا في الوقاية من سرطان الأمعاء، وهو ما يعكس التحديات التي تواجه الأبحاث في هذا المجال.
ومع ذلك، تبين في بعض الدراسات الأخرى أن الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين د أثناء تلقيهم علاج السرطان قد سجلوا عمرًا أطول مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا المكملات، هذا الأمر يشير إلى أن فيتامين د قد يكون له دور في تحسين فعالية العلاج ودعم الصحة العامة خلال علاج السرطان.
توجيهات الجهات الصحية بشأن مكملات فيتامين د

في حين أن الأبحاث حول فيتامين د وسرطان الأمعاء لا تزال قيد الدراسة، فإن الهيئات الصحية مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) تنصح بتناول مكملات فيتامين د في أشهر الخريف والشتاء، عندما تكون مستويات أشعة الشمس منخفضة.
في هذه الفصول، يزيد خطر نقص فيتامين د، مما يجعل من الضروري تعويضه من خلال المكملات الغذائية. وتوصي الهيئة بتناول مكملات فيتامين د لجميع البالغين والأطفال فوق سن الرابعة خلال هذه الفصول لضمان الحصول على كميات كافية من الفيتامين.
على الرغم من أن مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية (CRUK) لا توصي رسميًا بتناول مكملات فيتامين د كوسيلة للوقاية من السرطان، فإن الأطباء يؤكدون على أهمية الحفاظ على مستويات صحية من فيتامين د في الجسم بشكل عام.
وفي هذا السياق، تُشير الدراسات إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين د تتراوح بين 10 إلى 20 ميكروجرامًا، وفقًا لاحتياجات الجسم، ولكن ينبه الأطباء إلى ضرورة تجنب تناول كميات مفرطة من الفيتامين، حيث يمكن أن يؤدي تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها (100 ميكروجرام) إلى مخاطر صحية مثل فرط كالسيوم الدم، وهو ما قد يؤثر سلبًا على العظام والكلى والقلب.
أعراض سرطان الأمعاء
على الرغم من أهمية فيتامين د في الوقاية من سرطان الأمعاء، تبقى الوقاية المبكرة من السرطان أمرًا بالغ الأهمية، يجب على الأشخاص أن يكونوا حذرين تجاه أي تغييرات قد تحدث في حركة الأمعاء أو صحتهم بشكل عام، من بين الأعراض التي يجب الانتباه إليها:
- تغيرات مستمرة في حركة الأمعاء: مثل الإسهال أو الإمساك الذي يستمر لفترة طويلة.
- وجود دم في البراز: وهو من الأعراض المبكرة التي قد تشير إلى وجود مشكلة صحية في الأمعاء.
- ألم أو انتفاخ في البطن: شعور مستمر بالانتفاخ أو ألم غير مبرر.
- فقدان الوزن غير المبرر: فقدان الوزن دون وجود سبب واضح.
- التعب المستمر: شعور بالإرهاق المستمر قد يكون من الأعراض المصاحبة لبعض أنواع السرطان.
فيتامين د وصحة الأمعاء
لا تزال الأبحاث المتعلقة بدور فيتامين د في الوقاية من سرطان الأمعاء في مراحلها المبكرة، إلا أن الفوائد الصحية لهذا الفيتامين عديدة، من المهم الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د لضمان صحة عامة جيدة، وخاصة في الفصول التي تشح فيها أشعة الشمس.
وعلى الرغم من أن فيتامين د لا يعد علاجًا للسرطان، إلا أن الحفاظ على مستوياته الطبيعية في الجسم قد يساعد في تقليل المخاطر الصحية، ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب بشأن الجرعة المثالية لتجنب أي مضاعفات صحية.