حكم تجسس الزوج على زوجته والاطلاع على رسائلها الخاصة؟... دار الإفتاء توضح

أثارت إحدى السيدات تساؤلًا حول حكم اطلاع زوجها على رسائلها الخاصة دون إذنها، موضحة أنها تفاجأت بقيامه بفتح هاتفها والتجسس على محادثاتها مع إخوتها أثناء مرضها، مما جعلها تفكر في الانفصال عنه بسبب عدم شعورها بالأمان معه.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التجسس محرم شرعًا، حيث نهى الإسلام عنه بوضوح في قوله تعالى: "وَلَا تَجَسَّسُوا"، مشيرًا إلى أن هذا الحكم يشمل جميع العلاقات، سواء كانت أسرية، زوجية، أو حتى بين الأصدقاء والزملاء، إذ إن لكل إنسان خصوصيته التي يجب احترامها.
التجسس بين الزوجين محرم شرعًا
شدد أمين الفتوى،في برنامج "فتاوى الناس" المذاع عبر قناة "الناس"، أن الحياة الزوجية تقوم على الاحترام والثقة المتبادلة، مشيرًا إلى أن فكرة أن الهاتف ملك لأحد الزوجين فيحق له الاطلاع عليه دون إذن الطرف الآخر مفهوم خاطئ شرعًا.
وأوضح أن التجسس يظل محرمًا شرعًا حتى وإن كان بين الأزواج، إذ يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق أو إذن صريح من الطرف الآخر قبل الاطلاع على أي محتوى خاص به.
وأضاف أن البعض يبرر هذه الأفعال بدافع الاطمئنان أو الخوف من الخيانة، إلا أن ذلك لا يبرر شرعيًا ولا أخلاقيًا التعدي على خصوصية الطرف الآخر، لأن العلاقة الزوجية يجب أن تبنى على التفاهم والوضوح وليس على الشك والمراقبة السرية.
بدائل التجسس في حالة الشك
وأكد أمين الفتوى أن الشك في الزوج أو الزوجة لا يمنح الحق في التجسس، بل يجب اتباع وسائل أخرى لحل المشكلات، مثل الحوار الصريح والمباشر وسؤال الطرف الآخر عن أي أمور تثير الريبة.
ونصح بضرورة التحلي بالصبر والتريث قبل اتخاذ أي قرارات مبنية على الشكوك وحدها، لأن التجسس قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الزوجية بدلاً من حلها.
وأضاف أن الإسلام يحث على حفظ الأسرار الزوجية وعدم تتبع العثرات، لأن ذلك يؤدي إلى إشاعة التوتر وانعدام الثقة بين الزوجين، مما قد يسبب تفكك الأسرة بمرور الوقت.
التجسس يهدد استقرار العلاقة الزوجية
وأشار إلى أن التجسس قد يكون بداية لهدم العلاقة الزوجية، حيث يؤدي إلى انعدام الأمان بين الزوجين، مما قد يتسبب في نشوب خلافات مستمرة، وقد يصل الأمر إلى الانفصال في بعض الحالات.
وختم حديثه بالدعوة إلى تعزيز ثقافة الثقة والاحترام المتبادل بين الأزواج، مشددًا على أن التواصل الصادق هو الحل الأفضل لأي خلافات زوجية بدلاً من اللجوء إلى أساليب قد تؤدي إلى انهيار العلاقة الأسرية.