عاجل

الدعاء الجماعي على القبور.. عبادة مشروعة أم سلوك محدث؟ دار الإفتاء توضح

الدعاء للميت
الدعاء للميت

في ظل تعدد الآراء حول مشروعية الدعاء الجماعي عند القبور، وما إذا كان يعد من السنن المهجورة أو من البدع المستحدثة، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء للميت – سواء بشكل فردي أو جماعي – هو من الأعمال المستحبة شرعًا، التي وردت نصوص كثيرة في فضلها، لا سيما عند القبر وبعد الدفن مباشرة، إذ يكون الميت في أمسّ الحاجة للدعاء والاستغفار.

ما بعد الدفن.. لحظة الثبات والدعاء

من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوصي أصحابه بالدعاء للميت بعد الانتهاء من دفنه مباشرة، كما في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الألباني: “استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل”. كما جاء عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص أنه طلب من أهله أن يبقوا حول قبره مدة يسيرة بعد دفنه للدعاء له، حتى يأنس بهم عند سؤال الملائكة.

الدعاء الجماعي.. تعزيز للخشوع وتذكير بالموت

وأوضحت الفتوى أن الاجتماع على الدعاء عند القبر لا يُعد بدعة، بل قد يكون أدعى للخشوع والرهبة، خاصة إذا تخلله تذكير بالآخرة أو موعظة قصيرة، تُرقق القلوب وتحث على التوبة والاستعداد ليوم الرحيل. وأشار العلماء إلى أن الاجتماع على الدعاء من الأمور المباحة ما دام لم يُخصص له وقت أو طريقة لم ترد عن النبي، وهو ما أيده جمهور الفقهاء استنادًا إلى قاعدة: “الأصل في العبادات التوقيف، وفي العادات الإباحة”.

موعظة القبر.. كلام يحيي القلوب

كما بينت دار الإفتاء أن إلقاء موعظة عند القبر لا يخالف السنة، بل هو أمر مشروع، فعن البراء بن عازب قال: “خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فجلس على شفير القبر فجعل ينظر إليه ويقول: استعيذوا بالله من عذاب القبر…”، فكان صلى الله عليه وسلم لا يكتفي بالدعاء فقط، بل كان يستثمر اللحظات لتذكير أصحابه بالدار الآخرة.

بين التيسير والتشدد.. موقف الإسلام من البدعة

في ختام فتواها، شددت دار الإفتاء على ضرورة تجنب التشدد والتعصب في المسائل الخلافية، مؤكدة أن ما لم يُمنع بنص أو يُقيد من الشارع، يبقى في دائرة الجواز طالما تحققت فيه المصلحة وخلصت النية. كما نقلت قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الدين يُسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا…”

تم نسخ الرابط