عاجل

لمن فاتته صلاة الفجر.. هل يجوز أن يصليها بعد طلوع الشمس؟ الإفتاء توضح

صلاة الفجر
صلاة الفجر

تعد صلاة الفجر من أعظم الصلوات وأكثرها بركة، ويحرص المسلمون على أدائها في وقتها لما لها من فضل عظيم في الحياة اليومية. إلا أن البعض قد يواجهون مواقف قد تفوتهم فيها الصلاة بسبب النوم أو النسيان، ما يثير تساؤلات حول حكم قضائها بعد طلوع الشمس.

رأي دار الإفتاء في هذه المسألة:

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من فاتته صلاة الفجر بسبب النوم أو النسيان، فإنه يجب عليه قضاء الصلاة فورًا بعد الاستيقاظ أو التذكر. وبينت الدار أن قضاء صلاة الفجر لا يتأثر بطلوع الشمس، فالمسلم الذي فاته الوقت المحدد لصلاة الفجر يجب عليه أن يؤديها عند تذكرها أو استيقاظه. وأكدت دار الإفتاء أن هذا القضاء ليس فيه أي إثم، بل هو رحمة من الله، حيث يُسمح للإنسان بقضائها في أقرب وقت بعد تذكره.

وأضافت دار الإفتاء أن النوم أو النسيان من الأعذار الشرعية التي تُسقط عن المسلم الإثم، وهو ما يُستند إليه في جواز قضاء الصلاة بعد خروج وقتها. وقد جاء ذلك مستندًا إلى الحديث النبوي الشريف:
“من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك” (رواه البخاري ومسلم).

أما إذا تأخر المسلم عن صلاة الفجر بسبب الإهمال أو التسويف دون عذر، فإن ذلك يُعد إثمًا، وينبغي على المسلم أن يسعى جاهدًا لضبط وقته والحرص على أداء الصلاة في وقتها.

وفي هذا السياق، دعت دار الإفتاء إلى ضرورة الحرص على الاستيقاظ مبكرًا والمواظبة على أداء صلاة الفجر في وقتها لما لها من أهمية عظيمة في حياة المسلم، بالإضافة إلى بركتها التي تُنعكس على باقي اليوم

آراء العلماء:

الشافعية: وجوب القضاء فورًا مع السنة
يرى الشافعية أن من فاتته صلاة الفجر بسبب النوم أو النسيان يجب عليه قضاء الصلاة فورًا بعد استيقاظه أو تذكره. ويُستحب أيضًا أداء ركعتي سنة الفجر قبل الفرض حتى بعد طلوع الشمس، مستشهدين بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في سفره عندما نام هو وأصحابه عن صلاة الفجر، فقضوها بعد طلوع الشمس. وبذلك، يؤكد الشافعية على أن القضاء لا يجوز تأخيره.

الحنابلة: القضاء الواجب مع السنة أيضًا
كما ذهب الحنابلة إلى أن القضاء واجب فورًا بعد استيقاظ المسلم أو تذكره، فيبدأ بالركعتين السنة إذا لم يكن وقت الكراهة قد دخل، ثم يؤدي فرض الفجر. وإن فات وقت السنة بسبب طلوع الشمس، يبدأ مباشرة في فرض الفجر دون تأخير. بالنسبة لهم، التراخي في قضاء الصلاة بعد فوات وقتها محرم.

الحنفية: قضاء الفرض أولًا
أما في المذهب الحنفي، فيُستحب قضاء فرض الفجر فورًا إذا فاتت بسبب نوم أو نسيان. لكن، لا يُستحب أداء سنة الفجر بعد طلوع الشمس لأن وقتها قد خرج، فيبدأ المسلم بالفرض مباشرة دون تأخير. ويركز الحنفية على أهمية القضاء في أقرب وقت ممكن دون تراخٍ.

المالكية: القضاء في أقرب وقت ولكن بدون سنة
في المذهب المالكي، يُعتبر قضاء الصلاة واجبًا، لكن لا يُشترط أن يكون على الفور كما في الشافعية والحنابلة، بل يجب قضاؤها في أقرب وقت. ورغم أنه يجوز قضاء الفرض، فإن المالكية لا يفضلون قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس، ويبدأ المسلم بصلاة الفجر فقط

تم نسخ الرابط