صلاة الرجل في المنزل.. تجوز ولكن بشروط| الإفتاء توضح

تعد الصلاة أحد أهم أركان الإسلام، إذ تأتي في المرتبة الثانية بعد الشهادتين، وهي عبادة لا بد منها. ولكن في بعض الأحيان، قد يتساءل البعض عن حكم صلاة الرجل في المنزل بدلًا من أداء الصلاة في المسجد. فهل يجوز للرجل الصلاة في بيته؟ وما هي الحالات التي يُسمح فيها بذلك؟ وكيف ترى دار الإفتاء المصرية هذا الأمر؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الرجل في المنزل قد تكون جائزة في حال وجود عذر شرعي يمنعه من الصلاة في المسجد. وأكدت أنه في الحالات العادية، ينبغي على الرجل أن يؤدي الصلاة في المسجد، خاصة صلاة الجماعة، نظرًا لأهمية الصلاة في المسجد وفضلها الكبير الذي ورد في الأحاديث النبوية.
حكم صلاة الجماعة في المسجد:
إن صلاة الجماعة في المسجد تعتبر من أعظم الأعمال في الإسلام. فقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“صلاة الرجل في جماعة تفضل على صلاته في بيته وفي سوقه بخمس وعشرين درجة” (رواه البخاري ومسلم).
هذا الحديث يوضح عظمة صلاة الجماعة وأهميتها في الإسلام، إذ أن الصلاة في المسجد ترفع من درجات المؤمن.
الحالات التي يُسمح فيها الصلاة في المنزل:
دار الإفتاء المصرية ذكرت أنه في بعض الحالات الاستثنائية يجوز للرجال أداء الصلاة في المنزل بدلاً من المسجد، دون أن يكون هناك إثم. ومن هذه الحالات:
1. المرض أو العجز البدني: إذا كان الرجل مريضًا أو يعاني من ضعف بدني، فيجوز له الصلاة في المنزل.
2. الظروف الطارئة أو الأمنية: في حالات مثل الحروب أو الأزمات الأمنية، يمكن للرجال الصلاة في منازلهم حفاظًا على حياتهم.
3. الطقس السيء: في حال حدوث أمطار غزيرة أو برودة شديدة تجعل من الصعب الوصول إلى المسجد، يمكن الصلاة في البيت.
4. الحالات الاستثنائية مثل جائحة كورونا: خلال فترات فرض القيود على الصلاة في المساجد، كما حدث في جائحة كورونا، أجازت دار الإفتاء للرجال الصلاة في المنزل كإجراء احترازي.
آراء الفقهاء حول صلاة الرجل في المنزل:
1. رأي الإمام أبو حنيفة:
• يرى الإمام أبو حنيفة أن صلاة الجماعة في المسجد هي الأفضل، ولكن في حالة وجود عذر شرعي مثل المرض أو ضعف القدرة، يجوز الصلاة في المنزل. ولا يُسمح له بالصلاة في المنزل دون عذر إذا كان قادرًا على الصلاة في المسجد.
• يستند إلى الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من سمع النداء ولم يأت فلا صلاة له إلا من عذر” (رواه مسلم).
2. رأي الإمام مالك:
• يعتبر الإمام مالك أن الصلاة في المسجد من أفضل الأعمال، ولكن إذا كانت هناك موانع شرعية، مثل المرض أو العذر الكبير، فإن الصلاة في المنزل تكون جائزة.
• يحدد مالك أنه يجب أن يكون العذر قويًا، مثل عدم القدرة على المشي أو المسافة البعيدة التي تمنع الوصول إلى المسجد.
3. رأي الإمام الشافعي:
• يشدد الإمام الشافعي على أهمية صلاة الجماعة في المسجد، لكنه يوافق على أن من كان لديه عذر شرعي يمكنه الصلاة في المنزل. وتعد صلاة الجماعة في المسجد مستحبة جدًا، ولا يجوز تركها إلا بعذر شرعي.
• يستند إلى الحديث الذي يقول: “صلاة الرجل في جماعة تفضل على صلاته في بيته وفي سوقه بخمس وعشرين درجة” (رواه البخاري ومسلم).
4. رأي الإمام أحمد بن حنبل:
• يرى الإمام أحمد بن حنبل أن صلاة الجماعة في المسجد أفضل وأعظم، لكن في حال وجود عذر مثل المرض أو الخوف على النفس، يجوز الصلاة في المنزل.
• يُستدل على هذا الرأي بما ورد عن بعض الصحابة الذين صلوا في بيوتهم بسبب مرضهم أو عدم قدرتهم على الوصول إلى المسجد