عاجل

لا يفوته العارفون.. دعاء السحر ساعة ذهبية بين العبد وربه

الدعاء
الدعاء

في ساعة يغفل عنها كثيرون ويستيقظ لها العارفون.. دعاء وقت السحر يُعد من أعظم الأوقات التي تُستجاب فيها الدعوات وتتنزل فيها الرحمات، حيث يتجلى الله عز وجل لعباده في الثلث الأخير من الليل، مناديًا: (هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟).

السحر، وهو الوقت الذي يسبق الفجر، يحمل قيمة روحية عظيمة في قلب كل مسلم عرف أثر القرب من الله، وأدرك سرّ المناجاة في الخفاء. ويؤكد علماء الدين أن الدعاء في هذا الوقت يحمل خصوصية لا تتكرر، حيث يكون العبد في أصفى حالاته، والجو ساكن، والقلوب أقرب ما تكون إلى الخشوع.

دعاء الأنبياء في السحر

وقد ثبت في القرآن الكريم أن أنبياء الله كانوا يدعون ربهم في هذا الوقت المبارك، كما قال الله تعالى عن عباده الصالحين: “كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.” [الذاريات: 17-18]. ومن دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السحر:
“اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق.”

فرصة للتجديد والرجاء

ويرى علماء النفس والتربية الروحية أن وقت السحر يمثل نافذة لتجديد النفس وبث الأمل فيها، حيث يختلي الإنسان بنفسه بعيدًا عن ضجيج النهار، ويعيد ترتيب علاقته مع ربه، ويطلب حاجاته بدافع الرجاء لا الجزع.

وفي هذا الوقت يستحب الإكثار من الأدعية مثل:
• “اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي.”
• “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني.”
• “يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.”

الدعاء في السحر.. ثقافة روحانية يجب ترسيخها
ويطالب العلماء بضرورة إعادة إحياء سنة قيام الليل والدعاء في السحر، خاصة لدى الأجيال الجديدة، لما فيها من تربية روحية وبناء علاقة عميقة بين العبد وربه. فبينما تنشغل النفوس بالماديات، يبقى وقت السحر فرصة ثمينة للعودة إلى الصفاء والنور، ومجالًا واسعًا لتحصيل المغفرة والرضا.

في النهاية، يبقى وقت السحر سرًا من أسرار القرب، ودعاؤه سهم لا يرد، يتطلب فقط قلبًا صادقًا، ولسانًا ذاكرًا، ونية مخلصة، ليكون العبد فيه أقرب ما يكون من مولاه. 

تم نسخ الرابط