كيف تحمي نفسك من الغفلة وتحيي قلبك بالإيمان؟.. خطوات لا تغفلها

في ظل عالم يزداد ضجيجًا وتشتّتًا، تبرز الحاجة إلى إعادة إحياء القلوب وربطها بالله، وهو ما تناوله الداعية الإسلامي عمرو مهران في حديث روحاني مؤثر، داعيًا إلى مراجعة النفس، وتصفية القلب، والعودة إلى مصدر الطمأنينة: الإيمان والذكر ومعرفة الله.
كيف تحمي نفسك من الغفلة وتحيي قلبك بالإيمان؟
حيث سُئل الإمام من قبل أحد تلاميذه: "يا إمام، كيف أصل إلى الله؟" فأجابه: "فارق نفسك بخطوة تصل إلى الله". وأوضح أن النفس إذا امتلأت بهموم الدنيا، وصارت أسيرة للمقارنات والركض خلف الماديات، فإنها تُعمي البصيرة وتُحجب عن رؤية فضل الله.
وأشار مهران من برنامج " مع الناس " المذاع على قناة الناس إلى أن الانشغال المفرط بالدنيا والمقارنة مع الغير يجعل الإنسان في حالة غفلة تامة عن نعم الله وعظمته، فيعيش وكأن الله غير حاضر في المشهد.
وفي كلامه عن القلب الميت استشهد بالآية الكريمة: "لهم قلوب لا يفقهون بها..."، مبينًا أن الإنسان الغافل لا يرى، ولا يسمع، ولا يشعر بالله، تمامًا كالميت وإن كان جسده حيًّا. ومن مظاهر الغفلة أن يظن المرء أن ما في يديه من رزق أو مكانة هو من صنعه وحده، لا من فضل الله، فيقسو قلبه ويُسيء لمن حوله.
وبين أن العلاج يكون بالعودة إلى التعرف على الله، ليس فقط بأداء العبادات، بل بفهم أسمائه وصفاته: الكريم، الرحيم، الودود. كيف يكرمنا؟ كيف يرحمنا؟ كيف يتودد لعباده؟ هذه المعاني حين تتغلغل في القلب تخرجه من الغفلة إلى الحضور، وتمنحه سكينة وطمأنينة لا تُوصف.
واختتم الحديث بالتأكيد على أهمية الذكر كوسيلة دائمة لإبقاء القلب يقظًا، وذكر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت". فالذاكر قلبه حي، حاضر مع الله في كل لحظة، يشعر بنعمه، ويستند عليه في ضعفه، بينما الغافل، وإن كان يتحرك في الدنيا، فهو ميت عند أهل السماء.
فضائل الذكر
- تقوية الصلة بالله تعالى: الذكر يُقرّب العبد من ربه، ويجعله في معية الله. قال تعالى: “فاذكروني أذكركم” [البقرة:152].
- اطمئنان القلب: قال الله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” [الرعد:28]، والطمأنينة هي راحة البال والسكون الداخلي.
- الوقاية من الشيطان: الأذكار تحصن المسلم من وساوس الشيطان، وتضعف كيده. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت” (رواه البخاري).
- مغفرة الذنوب: كثير من الأذكار تُكفّر الذنوب، مثل قول: “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”، وقول: “أستغفر الله”.
- رفع الدرجات وكثرة الحسنات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” (رواه البخاري ومسلم).
- سبب في دخول الجنة: من أكثر من قول “لا إله إلا الله” و”سبحان الله” و”الحمد لله”، فإنها تغرس له شجرًا في الجنة، كما جاء في الأحاديث.
- الوقاية من الهم والحزن: من حافظ على الأذكار، وخاصة أذكار الصباح والمساء، يجد نفسه أكثر راحة واطمئنانًا.