صدقات جارية للمتوفى.. 3 أعمال بسيطة تدوم أجورها في الدنيا والآخرة

في ظل حرص كثير من الناس على برّ أحبّتهم بعد وفاتهم، يكثر التساؤل عن أفضل الصدقات الجارية التي يمكن إهداء ثوابها لأرواح المتوفين. وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصدقة الجارية من أعظم القربات التي يصل أجرها إلى الميت بعد رحيله، مستندةً في ذلك إلى الحديث الشريف:
“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم)
ثلاث صدقات جارية سهلة ومتاحة للجميع:
1. طباعة أو توزيع المصاحف
يمكن لكل شخص أن يساهم في نشر كتاب الله من خلال طباعة أو توزيع نسخ من المصحف الشريف في المساجد أو مراكز التحفيظ أو حتى الأماكن العامة. كل من يقرأ من هذا المصحف يُكتب في ميزان حسنات من أهداه، ويصل الأجر للميت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله” – رواه مسلم.
2. توفير مياه الشرب أو حفر بئر
من أعظم الصدقات التي يستمر نفعها هو سقي الماء، سواء عبر حفر بئر، أو تركيب صنبور مياه في منطقة فقيرة، أو حتى وضع مبرد ماء في مكان عام. وهي من أسهل الطرق لإيصال الخير للميت، وأجرها دائم.
عن النبي صلى الله عليه وسلم:“أفضل الصدقة سقي الماء” – رواه النسائي.
3. كفالة يتيم أو المساهمة في بناء مدرسة أو فصل تعليمي
كفالة اليتيم أو دعم التعليم من أوسع أبواب الصدقة الجارية، سواءً عبر الإنفاق على تعليم طفل يتيم، أو التبرع لبناء فصل دراسي أو مكتبة إسلامية، ويُهدى الأجر للميت، ويظل العمل جاريًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” – وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
رسالة وفاء لا تنقطع
الصدقة الجارية ليست مرتبطة بثراء أو قدرات مالية ضخمة، بل يمكن أن تكون عبر أبسط الوسائل، ما دامت النية صادقة. وهي من أجمل ما يُهدى للميت، فيظل يُكتب له أجر، وتُرفَع له الدرجات، ويُغفر له الذنوب، في وقتٍ انقطع فيه عمله إلا مما زرع في الدنيا.
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصدقة عن الميت جائزة شرعًا ويصل ثوابها إليه، مستندةً إلى أحاديث نبوية شريفة تدل على ذلك، منها ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟” قال: “نعم تصدق عنها” (متفق عليه).
فضل الصدقة في القرآن الكريم
القرآن الكريم حثّ على الصدقة في آيات كثيرة، ووصف المتصدقين بأنهم من المحسنين الذين يحبهم الله، فقال تعالى:
“مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ، فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ، وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ” [البقرة: 261].
كما بيّن الله أن الصدقة تُطهّر النفس وتُزكّيها، فقال:
“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا” [التوبة: 103].
أحاديث نبوية عن فضل الصدقة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” – رواه الترمذي.
وفي حديث آخر:
“داووا مرضاكم بالصدقة” – رواه البيهقي.
ثمار الصدقة في الدنيا والآخرة
الصدقة لا تنقص المال كما يظن البعض، بل تزيده وتبارك فيه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ما نقص مالٌ من صدقة” – رواه مسلم.
ومن ثمارها أيضًا:
• تفتح أبواب الرزق.
• تدفع البلاء والكرب.
• تجلب الرحمة وتزيد في العمر.
• سبب في نزول الغيث كما ورد عن الصحابة