متى يجوز القصر والجمع في الصلاة؟ دار الإفتاء توضح الشروط

في إطار حرص المسلمين على أداء الصلوات في أوقاتها والتزامًا بتعاليم الشريعة الإسلامية، يثار سؤال متكرر حول متى يجوز الجمع بين الصلوات وقصرها؟ خاصة للمسافرين أو من لديهم أعذار شرعية. وقد أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل موضحةً الحالات التي يجيز فيها الشرع القصر والجمع، وفقًا لما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وطبقًا لأقوال جمهور العلماء.
ما هو القصر وما هو الجمع؟
• القصر: هو أداء الصلاة الرباعية (الظهر، العصر، العشاء) ركعتين بدلًا من أربع.
• الجمع: هو جمع صلاتين في وقت واحد؛ إما جمع تقديم (في وقت الأولى) أو جمع تأخير (في وقت الثانية)، ويكون بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء فقط.
أولًا: القصر في الصلاة – متى يكون جائزًا؟
أوضحت دار الإفتاء أن القصر جائز للمسافر بشروط معينة:
1. أن تكون المسافة 83 كيلومترًا فأكثر.
2. أن لا يكون السفر معصية (عند بعض الفقهاء).
3. أن ينوي القصر قبل الصلاة.
4. أن لا ينوي الإقامة أكثر من 4 أيام في المكان الذي يسافر إليه، وإلا يتم اعتباره مقيمًا ويصلي تامة.
قال تعالى:
“وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا”
[النساء: 101]
وقد فسر العلماء هذا بأن القصر جائز حتى في حال الأمن، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: الجمع في الصلاة – متى يُسمح به؟
أفادت دار الإفتاء أن الجمع يجوز في حالات محددة، منها:
1. السفر: سواء جمع تقديم أو تأخير، بشرط توفر نفس شروط القصر.
2. المرض أو المشقة الشديدة: كمن يخضع للعلاج أو يصعب عليه تكرار الوضوء.
3. الظروف الجوية القاسية: كالمطر الشديد، أو العواصف التي تعوق الذهاب إلى المسجد.
4. الحج: حيث جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الصلوات في عرفات ومزدلفة.
قال ابن عباس رضي الله عنه:
“جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، من غير خوف ولا مطر.”
– رواه مسلم، وأشار إلى التوسعة على الأمة وعدم الحرج
رابعا: خطوات أداء القصر
1. النية قبل الصلاة:
• ينوي في قلبه قصر الصلاة (وليس شرطًا التلفظ بها).
• مثال: نية “أداء صلاة الظهر قصرًا ركعتين”.
2. الوضوء:
• كأي صلاة عادية، يجب الطهارة الكاملة.
3. الركعتان:
• يؤدي الركعتين مثل الصلاة المعتادة، دون تغيير في الركوع أو السجود أو التشهد.
• بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية، يجلس للتشهد ويُسلم مباشرة.
بعض التنبيهات المهمة
• لا يُقصر إلا إذا كان المسافر لم ينْوِ الإقامة أكثر من 4 أيام.
• إذا أقام أكثر من 4 أيام، يتم الصلاة تامة (أربع ركعات).
• يمكن القصر طوال مدة السفر ذهابًا وعودة ما دام لم يستقر في مكان إقامة أكثر من المدة المسموح بها.
• القصر سنة مؤكدة وليس واجبًا، لكن فعله أفضل.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته”
– رواه مسلم، أي أن القصر تيسير ورحمة من الله للمسافر