عاجل

هل يجوز ترميم المقابر القديمة؟.. علي جمعة يوضح الحكم الشرعي لحالات الضرورة

هل يجوز ترميم المقابر
هل يجوز ترميم المقابر القديمة؟ د.علي جمعة يوضح

سؤال شائع بين الورثة ماذا نفعل إذا تهالكت المقبرة ولم تعد صالحة للدفن؟تعتبر المقابر من الأماكن المقدسة التي يحترمها المسلمون، ويحرصون على صيانتها حفاظًا على كرامة الموتى. ولكن مع مرور الزمن، قد تتعرض بعض المقابر للتدهور بسبب عوامل الطقس أو تقادم البناء. قد تصبح المقبرة غير صالحة للدفن نتيجةً لهذا التدهور، مما يثير تساؤلات بين الورثة حول إمكانية ترميم المقبرة دون الوقوع في محظور شرعي. هل يجوز ترميم المقبرة القديمة؟ وهل يُعد نبش القبور محظورًا شرعًا في هذه الحالة؟ هذا ما أجاب عنه الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في فتوى رسمية صادرة عن دار الإفتاء المصرية.

الدكتور علي جمعة: يجوز الترميم بشرط.. وهكذا يتم التعامل مع الرفات

أوضح الدكتور علي جمعة في فتوى نشرتها دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من ترميم المقابر المتدهورة في حال كان ذلك ضرورة، خاصة إذا كانت المقبرة قد تهالكت ولم تعد صالحة لاستقبال الموتى الجدد. وأضاف فضيلته أن الترميم يمكن أن يتم بشرط أن يتم تنحية رفات الموتى مؤقتًا أثناء عملية التجديد، على أن يتم إعادتها إلى مكانها بعد الانتهاء من الترميم.

وأكد الدكتورعلي أنه يجب الاحتفاظ بكرامة الموتى أثناء هذا الإجراء، وضرورة إعادة الرفات بعد الانتهاء من الترميم دون المساس بها أو إهانتها. هذا التوجيه يعكس احترام الشريعة الإسلامية للأموات ويؤكد أن القبر مكان مقدس.

ماذا إذا لم تتسع المقبرة لأموات جدد؟ فتوى تُجيب

وفيما يتعلق بحالة عدم استيعاب المقبرة لمزيد من الدفن بعد الترميم، فقد بيّن الدكتور علي جمعة أن لا حرج في ردم الرفات بالتراب، بشرط أن يتم ذلك بطريقة تحفظ على الأقل تمييز مكان الرفات. وأكد أن هذا التمييز يُعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على أثر المتوفين، مما يتيح للورثة زيارة المقبرة بشكل مناسب.

وأضاف الدكتور أن الهدف من هذا الإجراء هو الحفاظ على المقصد الشرعي من الدفن، الذي يتضمن تكرار الاحترام والاعتراف بكرامة الموتى. وبذلك يُحقق الورثة الانتفاع بالمقبرة مع مراعاة عدم اندثار موقع المدفونين.

دار الإفتاء: ترميم المقابر جائز للضرورة ولا يُعد من التعدي على حرمة الموتى

خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن ترميم المقابر القديمة لا يُعد انتهاكًا لحرمة القبور إذا كان الترميم يتم لضرورة مشروعة، مثل تحسين المقبرة لجعلها صالحة لاستقبال الأموات الجدد. وأوضحت الدار أنه يُشترط في عملية الترميم أن تُحترم حقوق الموتى، وتُحفظ معالم القبور حتى لا تختلط أو تُنسى، مما يضمن استمرار إمكانية زيارة القبور وتكريم الأموات.

أهمية الالتزام بالآداب الشرعية أثناء ترميم المقابر

ترميم المقابر عملية حساسة تتطلب احترامًا كبيرًا للآداب الشرعية المتعلقة بتكريم الموتى. فإن التعامل مع القبر والرفات ينبغي أن يتم بأقصى درجات الاحترام والحرص على عدم المساس بالحقوق الشرعية للموتى. وقد أكد العلماء أن القيام على المقابر يجب أن يكون بغرض الحفاظ على هيبة المكان وليس لتغيير معالمه بشكل يتنافى مع الشريعة.

ضرورة ترميم المقابر في حالات معينة مع مراعاة الشريعة الإسلامية

في ضوء ما سبق، يجوز شرعًا ترميم المقابر القديمة بشرط أن يكون ذلك من أجل الضرورة مع مراعاة الآداب الشرعية المتعلقة بالموتى. يجب أن يتم ترميم المقبرة بطريقة تحافظ على كرامة الموتى، ويُسمح بتنحية الرفات مؤقتًا، على أن يتم إعادتها بعد الترميم. كما أن ردم الرفات بالتراب في حال عدم القدرة على دفن أموات آخرين يُعد خطوة مشروعة، بشرط تمييز موقعها لضمان تكريم الموتى وزيارتهم.

تم نسخ الرابط