عاجل

دار الإفتاء تحسم الجدل: تعاطي المخدرات والاتجار بها حرام شرعًا وكسبها سحت

دار الإفتاء تحسم
دار الإفتاء تحسم الجدل: تعاطي المخدرات والاتجار بها

في ظل تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها، وارتباطها بجرائم العنف والتفكك الأسري، حسمت دار الإفتاء المصرية الأمر بفتوى صريحة تؤكد أن المخدرات بجميع أنواعها محرّمة شرعًا تعاطيًا وترويجًا واتجارًا، وأن الربح الناتج عنها حرام خبيث لا يجوز الانتفاع به بأي حال من الأحوال.

تعاطي المخدرات كبيرة من الكبائر

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تعاطي المواد المخدرة يُعد من الكبائر، ولا يقل ضررًا وخطرًا عن شرب الخمر، بل قد يفوقه في بعض الأحيان لما تسببه من تدمير جسدي ونفسي واجتماعي.
وقد استدلت الدار على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام"، وبحديثه الآخر: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، مشيرة إلى أن المواد المخدرة تدخل في نطاق هذه النصوص الشرعية، وإن اختلفت في المسميات والهيئات.

الترويج والاتجار بالمخدرات إثم مضاعف

شددت دار الإفتاء المصرية على أن من يروّج أو يتاجر في المخدرات يرتكب إثمًا مضاعفًا، لأنه لا يضر نفسه فحسب، بل يُفسد المجتمع بأكمله، ويهلك الأسر، ويبدّد الأرواح والعقول.
ووصفت هذا السلوك بأنه خيانة لله ورسوله وللأمانة، لأن التاجر بالمخدرات يبيع السموم بدلًا من أن ينفع الناس، ويجني أرباحًا ملوثة بدمار الآخرين.

الربح من المخدرات سُحت لا يجوز الانتفاع به

أكدت الفتوى أن كل مال يُكتسب من تجارة المخدرات أو زراعتها أو توزيعها هو مال خبيث وسُحت لا يبارك الله فيه، ولا يجوز التصدق به أو أداء الزكاة منه أو الإنفاق منه على الأهل.
وذكرت دار الإفتاء المصرية أن المال الحرام لا يُتقرّب به إلى الله، مستشهدة بقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا".

نصيحة شرعية للمجتمع والدولة

دعت دار الإفتاء المصرية الشباب إلى تجنب هذه الآفة القاتلة، وإلى التوبة الصادقة، وحثت المجتمع والدولة على العمل المشترك لمكافحة المخدرات وتجفيف منابعها، حمايةً للأجيال القادمة من الانهيار.

كما أكدت أن مسؤولية التصدي لهذه الجريمة ليست مقتصرة على الأجهزة الأمنية فقط، بل هي واجب شرعي وأخلاقي على كل فرد ومؤسسة في المجتمع.

خلاصة القول

في ضوء فتوى دار الإفتاء المصرية، فإن تعاطي المخدرات حرام، والاتجار بها من الكبائر التي تفسد العقول وتدمر المجتمعات، والربح الناتج عنها سُحت لا يُبارك فيه.
لذا، يجب على كل عاقل ومؤمن أن يحذر من هذه الآفة، وأن يسعى لنشر الوعي بخطورتها، والوقوف صفًا واحدًا أمام كل من يسهم في ترويجها.

تم نسخ الرابط