شيخ الأزهر يجيب على سؤال ماذا يحدث بعد انتهاء العالم يوم القيامة؟

أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن تساؤل حول ما سيحدث بعد انتهاء العالم يوم القيامة، وذلك في الجزء الثاني من كتاب "الأطفال يسألون الإمام"، حيث يضم الكتاب مجموعة من الأسئلة التي تدور في أذهان الأطفال، والتي قد يجد بعض الكبار صعوبة في الإجابة عنها، معتقدين أنها قد تمس العقيدة.
الإيمان باليوم الآخر من أركان العقيدة
أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الإيمان بيوم القيامة وما يتبعه من أحداث يُعد ركنًا أساسيًا من أركان الإيمان، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة: ١٧٧].
كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان، فقال: «أنْ تُؤْمِنَ باللهِ، ومَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ».
مصير البشر بعد الحساب
وأوضح شيخ الأزهر أنه بعد انتهاء العالم وقيام الساعة، يُبعث الناس من قبورهم ليشهدوا أهوال يوم القيامة، حيث يُحاسبون على أعمالهم، وتتطاير الصحف، ويُوزن العمل في الميزان، ويُعرض الجميع على الصراط.
وبعد الحساب، ينقسم البشر إلى فريقين كما قال الله تعالى: ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشورى: ٧]. فمن آمن بالله وعمل صالحًا، نال رضا الله وكان من أهل الجنة، أما من كفر وبغى وظلم، فكان من أهل الجحيم.
وشدد فضيلة الإمام الأكبر على أن إدراك حقيقة يوم القيامة يُعزز إيمان المسلم، ويُحفّزه على العمل الصالح والابتعاد عن المحرمات.
أهداف كتاب الأطفال يسألون الإمام
يهدف كتاب "الأطفال يسألون الإمام" إلى تقديم إجابات واضحة للأطفال حول تساؤلاتهم الدينية، حيث يؤكد فضيلة الإمام الأكبر أهمية الاستماع إلى أسئلة الصغار والإجابة عليها بعقل متفتح، مع تشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور الدين والحياة، بدلًا من تجاهل تساؤلاتهم أو اعتبارها غير مناسبة للعقيدة.
وطالب بضرورة تعليم الأطفال أن اليوم الآخر ليس مجرد نهاية للعالم، بل بداية لحياة أبدية يُجازى فيها الإنسان بعمله، وذلك بأسلوب بسيط يشجعهم على التدبر والتفكر.