عاجل

«البق» يهدد آثار الدرب الأحمر.. مصادر: خاطبنا الأوقاف ولم تستجب |خاص

أيتمش البجاسي - الصورة
أيتمش البجاسي - الصورة لـ داليا راشد

شكا عدد من أهالي منطقة الدرب الأحمر، والذين اعتادوا على ارتياد جامع أثري في المنطقة، من انتشار الحشرات الضارة في الجامع، وهو ما دفع بالأهالي لمحاولة استقدام شركة خاصة لمعالجة الأمر، وهو ما واجه بعض الصعوبات بسبب أن الجامع أثر يرجع إلى العصر المملوكي ويجب مراعاة البعد الأثري أثناء عمل أي إجراء من شأنه تعريض الأثر للخطر. 

أيتمش البجاسي - الصورة لـ داليا راشد 
أيتمش البجاسي - الصورة لـ داليا راشد 

بداية القصة

جاءت البداية عندما علم محرر نيوز رووم، وأثناء تواجده في «مدرسة أيتمش البجاسي» الأثرية، والتي يتم استخدامها كجامع لأهالي شارع باب الوزير، في منطقة الدرب الأحمر الشهيرة، أن الأهالي بصدد استقدام شركة لتنظيف الجامع، بسبب انتشار حشرة البق، والتي تهدد المصلين، وقد تنتشر في بيوتهم. 

ووجد رواد الجامع صعوبة في تنفيذ هذا الأمر بسبب أن الجامع أثري، ويخضع لإشراف وزارة السياحة والآثار، والتي يجب أن تشرف على أي إجراء يتم فيه التعامل المباشر مع الأثر، وخصيصًا أن المواد التي سيتم استخدامها، وهي مواد كيماوية، سيتم التعامل بها مع الأحجار والأخشاب الأثرية. 

إضافة إلى ذلك شكا الأهالي من سقف الجامع الأثري، وكونه يتساقط منه المياه أثناء المطر، حيث أن ميولات السقف غير منضبطة، وهو ما يؤثر على المصلين بشكل مباشر. 

ردود رسمية 

وتواصلت نيوز رووم مع الإدارة المسؤولة عن الجامع أثريًا في وزارة السياحة والآثار، والتي صرحت بأن الجامع يخضع إشرافيًا فقط للآثار، أما ملكية الجامع فهي ترجع إلأى وزارة الأوقاف، وقد تم مخاطبة الأوقاف بعدة مشكلات في الجامع كي توفر الاعتمادات المالية اللازمة، لحل مشكلات الجامع. 

ومن ناحية أخرى تواصلت نيوز رووم مع قيادة داخل المجلس الأعلى للآثار، والذي كشف أن الآثار تخاطب الأوقاف بشكل مستمر بسبب عدم وجود عامل الأوقاف في الجامع، وأحيانًا يترك العامل مفاتيج الجامع لأهالي المنطقة لأداء الصلوات وهو ما يؤدي لاستعمال الجامع في المبيت ببعض الأحيان، وهو ما يهدد الأثر بخطر السرقة. 

وقال المصدر، إن الحشرات والآفات انتشرت في الجامع، بسبب سوء الاستخدام، وقد تم مخاطبة وزارة الأوقاف عدة مرات رسميًا لتوفير الاعماد المالي اللازم لتنظيف الجامع وكان آخر تلك المخاطبات، بتاريخ 14 أبريل 2025م، وأكد المصدر أنه تم التواصل تليفونيًا مع مسؤولي الأوقاف لسرعة الإنجاز، وأفادوا أنه جار التعاقد مع شركة لمكافحة الآفات في الجامع مع التأكيد على مخاطبة التفتيش بتاريخ بدء تلك الأعمال للمتابعة ذلك أن المسجد ملك الأوقاف ومقام به الشعائر وهي الجهة المسؤولة عن نظافته وصيانته، وتشرف الآثار على أي إجراء يتم فيه. 

حالة السقف

وصرح المصدر لموقع نيوز رووم، أنه تم عمل معاينة للجامع من خلال الإدارة الهندسية في قطاع المشروعات بوزارة السياحة والآثار، والإدارة الهندسية بوزارة الأوقاف، والمنطقة المختصة، بتاريخ 9 سبتمبر 2023م، وتم عمل مقايسة للأعمال وإرسالها إلى وزارة الاوقاف، هذا بخلاف محضر معاينة سابق للسقف بنفس التوصيات بتاريخ 12 أبريل 2023م، ومحاضر أخرى معاينات للسقف في أشهر أكتوبر وديسمبر 2023م، وتم إرسال كافة التوصيات إلى وزارة الأوقاف، ولكن ليس هناك تحرك من الأوقاف لتوفير الاهتمادات المالية اللازمة لبدء الأعمال. 

مدرسة أيتمش البجاسي: شاهد على فنون العمارة المملوكية

تُعد مدرسة أيتمش البجاسي، المعروفة أيضًا باسم المدرسة البجاسية، واحدة من التحف المعمارية الإسلامية التي تزين مدينة القاهرة التاريخية. تقع هذه المدرسة في منطقة الدرب الأحمر، بالقرب من جامع الأزهر الشريف، وتمثل نموذجًا فريدًا للفنون المعمارية التي سادت في العصر المملوكي.

تاريخ التأسيس والباني

بُنيت مدرسة أيتمش البجاسي في القرن الرابع عشر الميلادي، وتحديدًا عام 1383م، في عهد السلطان الظاهر برقوق. أمر بإنشائها الأمير سيف الدين أيتمش البجاسي، أحد كبار أمراء المماليك الجراكسة، والذي كان يتمتع بنفوذ ومكانة مرموقة في بلاط السلطان. كان أيتمش البجاسي من الأمراء المهتمين بالعلم والعمارة، وقد شيد هذه المدرسة لتكون مركزًا لتدريس العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، بالإضافة إلى كونها مسجداً ومقاماَ له.

الطراز المعماري والزخارف

تتميز المدرسة بطرازها المعماري المملوكي الذي يجمع بين الفخامة والدقة في التفاصيل. من أبرز سماتها:

الواجهة 

تتميز الواجهة الرئيسية للمدرسة بمدخل شاهق مزين بالمقرنصات الرائعة والزخارف الهندسية والنباتية الدقيقة. كما يبرز على الواجهة الشبابيك الجصية المزخرفة والنصوص القرآنية المنقوشة.

القبة 

تعلو المدرسة قبة ضخمة، وهي من أبرز عناصر المدرسة، وتتميز بزخارفها الداخلية والخارجية التي تعكس براعة الفنانين في العصر المملوكي.

المئذنة

 تتميز المئذنة بتصميمها الفريد الذي يعكس تطور فنون بناء المآذن في تلك الفترة، مع تدرج في الأشكال والزخارف.

المحراب والمنبر 

داخل قاعة الصلاة، يتميز المحراب والمنبر بزخارفهما الدقيقة المصنوعة من الرخام والخشب المطعم بالعاج والصدف.

الوظيفة والأهمية

لم تكن مدرسة أيتمش البجاسي مجرد مكان للعبادة، بل كانت مركزًا تعليميًا وثقافيًا متكاملًا. كانت تستقبل الطلاب من مختلف الأقطار ليتلقوا العلم على يد كبار العلماء في ذلك العصر. كما كانت تضم مكتبة غنية بالمخطوطات، وسبيلًا لسقي الماء، ما يجعلها مجمعًا خدميًا ودينيًا وتعليميًا متكاملًا يخدم المجتمع.

تُعد المدرسة اليوم من أهم الآثار الإسلامية في القاهرة، وشاهدًا حيًا على ازدهار فنون العمارة الإسلامية في العصر المملوكي، وتراثًا يستحق الزيارة والاستكشاف.

تم نسخ الرابط