عاجل

نيويورك تايمز: مقتل عشرات المدنيين والأطفال جراء احتدام الصراع في السودان

أحد المناطق المتضررة
أحد المناطق المتضررة من الحرب في السودان

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن مئات المدنيين في السودان قُتلوا خلال الأيام الأخيرة، من بينهم عشرات الأطفال، وفقًا لشهادات مدنية، وعاملين في المجال الطبي، والأمم المتحدة.

أسفرت الحرب، التي تقترب من دخول عامها الثالث، عن دمار واسع النطاق في السودان، حيث تسببت في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتهجير الملايين من بيوتهم، وتفاقم المجاعة في معظم أنحاء البلاد.

استعانت الصحيفة بشهادة مصطفى أحمد، رسام يعيش في مدينة "أم درمان"، حيث قال: "أينما نظرت تجد الموت قريبًا"، مضيفًا: "أنا وعائلتي نشعر بقلق شديد بسبب القصف المستمر، ونعمل على إيجاد طريقة لمغادرة المدينة."

أضافت الصحيفة أن الحرب المدمرة تشتد في العاصمة والمدن المجاورة، وفي إقليم دارفور غربًا، والعديد من المدن الأخرى، مع سعي الطرفين المتحاربين إلى تعزيز سيطرتهما الإقليمية، والاستيلاء على مواقع جديدة، وتأمين المواقع العسكرية والمدنية الاستراتيجية. كما وثّقت الصحيفة الكوارث الحربية وجرائم القتل بدوافع عرقية، التي دفعت المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق، وأدت إلى اتهامات من الولايات المتحدة بحدوث إبادة جماعية.

ذكرت الصحيفة أن الجيش السوداني كثّف هجماته مؤخرًا لاستعادة أجزاء كبيرة من الخرطوم، التي فقد السيطرة عليها عندما بدأ النزاع في أبريل 2023.

أشارت الصحيفة إلى أن العديد من النشطاء طالبوا الأمم المتحدة بنشر قوات حفظ السلام في السودان، مبررين ذلك بتصاعد الاشتباكات منذ أواخر العام الماضي، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى، واستهداف المدنيين.

انتصار الجيش في العاصمة

وقالت الصحيفة إن الجيش السوداني استعاد مصفاة نفط استراتيجية تقع شمال الخرطوم في يناير الماضي، وتمكن من فك الحصار عن مقره الرئيسي في العاصمة. كما زار قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، المصفاة بعد أيام قليلة من استعادتها، وتعهد بإخراج قوات الدعم السريع من "كل زاوية في السودان". لكن تزامن احتفال ضباط الجيش بانتصارهم مع اتهامهم من قبل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بإعدام 18 شخصًا في المناطق التي تمت استعادتها.

وذكرت الصحيفة أن القتال تصاعد في مدينة "أم درمان"، التي يسكنها أكثر من 2.4 مليون نسمة، وتعد ثاني أكبر مدينة في السودان.

أفادت وزارة الصحة السودانية بأن عدد القتلى بلغ 54 مدنيًا، إضافة إلى 158 جريحًا، يوم السبت فقط، عندما قصفت قوات الدعم السريع سوقًا مزدحمًا في المدينة.

وأضافت الوزارة أن يوم الثلاثاء قُتل 6 أشخاص، وأصيب 38 آخرون، إثر سقوط قذائف هاون على مستشفى رئيسي كان يعالج بالفعل مصابين من القتال.

وقالت الصحيفة إن اشتباكات أخرى اندلعت في جنوب كردفان، وأسفرت عن مقتل أكثر من 80 فردًا في المدينة المتاخمة لدولة جنوب السودان، وكذلك في ولاية النيل الأزرق، حيث كان الملايين يعانون بالفعل من أزمات إنسانية حادة.

وصرّح أحد سكان المدينة، عاصم أحمد موسى، للصحيفة: "الكثير من الناس لا يستطيعون الحصول على غذاء أو دواء كافيين، والعاملون لا يتلقون رواتبهم. ومع طرح السودان عملات ورقية جديدة الشهر الماضي، فإن العديد من العائلات لديها سيولة نقدية محدودة للغاية. الاشتباكات مستمرة في كل أنحاء المدينة، وصوت القذائف وإطلاق النار دفع الكثيرين إلى البقاء مختبئين. المواطنون يعيشون في حالة من الذعر. الناس خائفون."

وأضافت الصحيفة أن إقليم دارفور الغربي شهد تصعيدًا في الاشتباكات، في تكرار مؤلم للمجازر التي حدثت قبل أكثر من 20 عامًا خلال الإبادة الجماعية في المنطقة.

وذكرت الصحيفة تأثير الحرب على الأطفال، حيث قُتل أكثر من 40 طفلًا خلال ثلاثة أيام فقط.

صرّحت ممثلة منظمة "اليونيسف" في السودان، آن ماري، للصحيفة قائلة: "بينما يستمر الصراع، تتعرض حياة ومستقبل الأطفال لخطر كبير. يجب أن يتوقف العنف فورًا من أجلهم."

وختمت الصحيفة بقولها إن الأولوية يجب أن تكون لحياة الأطفال والمدنيين الذين تُسفك دماؤهم هدرًا.

تم نسخ الرابط