عاجل

أم سليط بنت عبيد.. سيدة الميدان ونموذج مضيء في معركة أحد

أم سليط بنت عبيد
أم سليط بنت عبيد

في سطور التاريخ الإسلامي، تبرز أسماء لنساء كان لهن دور بارز في نصرة الدين، ومن بينهن السيدة أم سليط بنت عبيد الأنصارية، التي سطرت صفحات مشرقة بمشاركتها الفعّالة في معركة أحد، واحدة من أهم معارك الإسلام في العهد النبوي

نشأت أم سليط في المدينة المنورة، وأسلمت مبكرًا على يد مصعب بن عمير، مبعوث النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب قبل الهجرة. كانت من أوائل النساء اللاتي بايعن النبي في بيعة العقبة، وأثبتت منذ ذلك الحين إيمانًا راسخًا وعزيمة قوية في نصرة الدعوة الإسلامية.

عندما وقعت معركة أحد، لم تكتف أم سليط بالبقاء خلف الصفوف، بل خرجت مع طائفة من النساء المجاهدات تلبيةً لنداء الواجب، وسعت في أرض المعركة بين صفوف الجرحى، تسقي العطشى، وتداوي المصابين، وتثبت قلوب المجاهدين. ولم تكن مهمتها يسيرة، فقد كان الخطر محدقًا بالنساء كما بالرجال، خاصة بعد أن اضطر المسلمون إلى التراجع إثر الهجوم المباغت من جيش قريش.

ورغم بشاعة الموقف، وقفت أم سليط صامدة، وهي تحمل قربة الماء هنا، وضمدت جرحًا هناك، وربما حملت السلاح دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا اقترب العدو، كما نقلت بعض الروايات. كانت أياديها تواسي المصابين، وكانت كلماتها تشد من أزر المقاتلين، رافعة بذلك من الروح المعنوية في أحلك اللحظات.

وقد حفظ النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأم سليط مكانتها، ففي رواية صحيحة لما أراد أن يولي النساء شيئًا من مال الصدقة، قال:
“إن أم سليط كانت معنا يوم أحد تسقي الجرحى، فلهي أحق منكم”.
وهذا التصريح النبوي يكشف عن تقدير الإسلام للجهود النسائية ويعلي من شأن المرأة المسلمة المجاهدة.

لم تكن أم سليط مجرد امرأة عابرة في صفحات السيرة، بل كانت رمزًا متكاملًا للعطاء والصبر والإيمان، ومثالًا حيًا لدور المرأة الفاعل في المجتمع الإسلامي منذ نشأته. لقد جسدت أم سليط بنت عبيد كيف يكون الإيمان عملًا لا قولًا فقط، وكيف تكون المرأة شريكة في صناعة التاريخ.

واليوم، يظل اسم أم سليط مضيئًا بين أسماء الصحابيات اللواتي ساهمن بجهودهن وتضحياتهن في ترسيخ دعائم الأمة الإسلامية، فاستحقت أن تذكر في سجل الخالدات

تم نسخ الرابط