لإنقاذ حياة أهل قريتها.. القصة الكاملة لمسنه تبرعت بأرض لبناء مستشفى بالمنيا

سطرت سيدة مسنة من قرية العوام في محافظة المنيا، في مشهد يجسد أسمى معاني الإنسانية والعطاء، قصة رائعة أصبحت حديث المحافظة في الساعات الماضية، عندما تبرعت بقطعة أرض زراعية من ممتلكاتها الخاصة، لتقدمها هدية غالية تهدف إلى إنقاذ أرواح أبناء قريتها والمناطق والعزب المجاورة.

الحاجة انشراح، كما يحلو لأهل قريتها تسميتها، لم تتردد لحظة في التبرع بـ 10 قراريط من أرضها الخصبة للمحافظة، لتتحول هذه البقعة الخضراء إلى صرح طبي يعيد الأمل إلى قلوب المرضى وإنقاذ حياتهم.

"أردت أن تكون صدقة جارية على روح زوجي وابني الراحل" بهذه الكلمات المؤثرة بدأت الحاجة انشراح حديثها لـ نيوز روم، مضيفة بصوت يملؤه الرضا أن هدفها هو إنقاذ حياة أهل قريتها، خاصه في الاوقات الصعبة من ساعات الليل المتأخرة التي لا توجد فيها أي وسيله للمواصلات لنقل المرضي بأسرع وقت، وفي أغلب الاحيان تكون النتيجة هي الموت وعدم انقاذهم.

وأشارت الحاجة انشراح، إلى أن سعادتها لا توصف عندما أستقبلها اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، وتقديم الشكر لها علي تبرعها بقطعة الأرض وتقبيل رأسها وتقديم لها المصحف الشريف كهدية لها، مؤكده أنها شعرت بأن روح زوجها وابنها كانت حاضرة وتشاهد هذه اللحظة.
وأوضحت الحاجة انشراح، عن دافعها وراء هذا التبرع قائلة: فضلت أن أتبرع بالأرض لبناء مستشفى يستفيد منه أكبر قدر من الناس، أصررت أن يكون مستشفى وليس أي شيء آخر، لأنه سينفع بلدي وكل من حولي وسيكون ثوابًا لي في آخرتي.
وتضيف الحاجة انشراح بقلب يخفق بالأمل، أن كل ما أتمناه قبل أن يدركني الموت هو أن يكتمل بناء هذا المستشفى، ليكون صدقة جارية على روح زوجي وابني، وينتفع به كل مريض في قريتنا والقرى المجاورة.
وفي ختام حديثها المفعم بحب الخير، توجهت الحاجة انشراح بنصيحة إلى الجميع قائلة: كل هدفي قبل أن أموت أن يتم إنشاء المستشفى لأنه ثواب عظيم، وأنصح الناس جميعًا بأن يحبوا الخير ويفعلوا الخير الكثير، لقد فقدت زوجي وابني الوحيد، وأحببت أن أساهم في بناء هذا المستشفى ليكون صدقة على روحهما.