عاجل

هل تبطل الصلاة بترك الجهر في الجهرية؟.. الأزهر يوضح الحكم الشرعي

من الأسئلة الشائعة التي تتكرر بين المصلين وخاصة الشباب أو المبتدئين في تعلم الصلاة ما حكم ترك الجهر في الصلاة الجهرية؟ وهل يؤثر ذلك على صحة الصلاة أم لا؟ خاصة مع الخلط بين الصلوات التي يُسن فيها الجهر وتلك التي تكون فيها القراءة سرية.

وفيما يلي، نقدم  إجابة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية حول هذا السؤال، ونوضح الفرق بين الجهر والسِر في الصلاة، وما يجب فعله إن أخطأ المصلي في ذلك.

ما المقصود بالصلاة الجهرية والصلاة السرية؟

الصلاة الجهرية هي التي يُستحب فيها أن يُجهر الإمام أو الفرد بالقراءة في الركعات الأولى، وتحديدًا في سور الفاتحة وما بعدها، ومن أمثلتها:

  • صلاة الفجر (كل ركعاتها جهريًا).
  • الركعتان الأوليان من صلاتي المغرب والعشاء.
  • صلاة الجمعة.
  • أما الصلاة السرية فهي التي لا يُجهر فيها بالقراءة، مثل:
  • صلاة الظهر.
  • صلاة العصر.

الركعة الثالثة من المغرب، والثالثة والرابعة من العشاء.

ماذا قال الأزهر عن ترك الجهر في الصلاة الجهرية؟

أوضح أحد علماء الأزهر الشريف، أن ترك الجهر في الصلاة الجهرية لا يبطل الصلاة، ولكنه يُفقد المصلي ثوابًا معينًا، لأن الجهر في موضعه من السنن المؤكدة، وليس من أركان الصلاة ولا من شروط صحتها، موضحًا أن الصلاة تظل صحيحة ولا تُعاد إذا نسي المصلي الجهر أو تعمد أن يسر بها، لكنه فاته أجر السنة، وهو ما يُسمى عند الفقهاء بـ"ترك سنة من سنن الهيئة".

دار الإفتاء: الجهر سنة لا يؤثر تركها على صحة الصلاة

من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية،  أن الجهر بالقراءة في مواضعه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا نسي الإنسان الجهر أو أسرّ بها عن غير قصد، فصلاته صحيحة تمامًا، ولا يلزمه سجود للسهو ولا إعادة.

وقالت الإفتاء، في فتوى رسمية، إنن الجهر لا يكون مطلوبًا من المرأة إلا إذا كانت تصلي بمفردها أو في محيط آمن لا يُخشى فيه من الفتنة، مشيرة إلى أن السنة في الجهر تشمل الرجل فقط عند الإمامة أو الانفراد، في الصلوات الجهرية المعروفة.

هل الجهر واجب؟ وما حكم تعمد تركه؟

بحسب آراء جمهور العلماء من المذاهب الأربعة، فإن الجهر بالقراءة في الصلوات الجهرية سنة مؤكدة، وليس فرضًا أو واجبًا، وبالتالي لا يؤثر تركه عمدًا أو سهوًا على صحة الصلاة.

لكن يُستحب للمصلي الالتزام بالجهر في مواضعه، لما فيه من اتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحرصًا على تدبر المعاني، خاصة في صلاة الفجر التي لها خصوصية كبيرة في القرآن الكريم.

الفرق بين الإمام والمنفرد في مسألة الجهر

إذا كان المصلي إمامًا، فيُستحب له أن يجهر في الصلوات الجهرية ليسمع من خلفه، أما إذا كان يصلي منفردًا، فله الخيار بين الجهر والإسرار، لكن الجهر أفضل في الجهرية إن لم يكن هناك من يُزعجهم صوته، بينما  المأموم فلا يجهر أبدًا في القراءة، سواء في الجهرية أو السرية، بل يُنصت للإمام.

متى يُعذر المصلي في ترك الجهر؟

  • هناك حالات يُعذر فيها المصلي لترك الجهر، منها:
  • الخوف من التشويش على غيره.
  • إذا كان يصلي في مكان لا يُسمح فيه برفع الصوت.
  • إذا نسي الجهر وأسرّ دون قصد.
  • المرض أو وجود عذر صوتي.

وفي كل هذه الحالات، الصلاة صحيحة تمامًا ولا يلزم إعادة أو سجود سهو، بل يُثاب المصلي على نيته، خاصة إن كان محافظًا على أداء الصلاة في وقتها وبتدبر وخشوع.

تم نسخ الرابط