عاجل

حكم الصلاة النافلة جلوسًا.. جواز مع نصف الأجر في حال القدرة

صلاة النافلة
صلاة النافلة

في ظل حرص كثير من المسلمين على المحافظة على صلاة النوافل، خاصة كبار السن وأصحاب الأعذار، تبرز تساؤلات متكررة حول حكم أدائها جلوسًا، ومقدار ثوابها مقارنة بالصلاة قائما. وتعددت آراء الفقهاء في هذه المسألة، إلا أن الإجماع ينعقد على الجواز مع تفاصيل دقيقة في مقدار الأجر.

نصف الأجر

اتفقت المذاهب الأربعة – الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة – على جواز أداء النافلة من الجلوس حتى لمن كان قادرًا على القيام، إلا أن الثواب يكون أقل. واستند العلماء إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" (رواه البخاري). وهو ما يوضحه الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" بقوله: "إذا صلى النافلة قاعدًا مع قدرته على القيام، صحّت صلاته وكان له نصف الأجر، لأن القيام أبلغ في الخضوع وأكمل في العبادة."

الأجر كامل

أما إذا صلى المسلم النافلة جالسًا لعذر – كمرض أو تعب أو كبر سن – فإنه يؤجر الأجر الكامل كمن صلى قائمًا، وهو ما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا." (رواه البخاري).

ويؤكد الإمام ابن قدامة في "المغني":
"إذا كان العبد معتادًا على نافلة معينة قائمًا، ثم منعه عذر فصلّاها قاعدًا، كتب له أجرها كاملًا."

بين التيسير والفضل

وفي هذا الصدد، أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في إحدى حلقات برنامجه على القناة الأولى المصرية، أن الجلوس في النافلة باب من أبواب التيسير، لا يُسقط الفضل في نية القرب والطاعة. 

وأضاف: "الدين يُسر، وليس من المعقول أن يُحرم الإنسان من ثواب الصلاة لمجرد عجزه عن القيام، بل يُؤجر بنيّته وعزيمته."

لا قياس على الفريضة

كما شدد علماء الأزهر ودار الإفتاء على ضرورة التفريق بين النافلة والفرض، فـالقيام ركن أساسي في الصلاة المفروضة لمن استطاع، لقوله تعالى: "وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" [البقرة: 238]. أما في النوافل، فقد شرعت فيها الرخص تيسيرًا ورحمة.
ودعا العلماء في ختام تصريحاتهم إلى عدم ترك صلاة النافلة، بسبب الإعياء أو التعب؛ فالصلاة من الجلوس جائزة ومأجورة، والنية الصادقة تُضاعف الثواب، خصوصًا في الأوقات الفاضلة كصلاة الضحى والوتر وقيام الليل.

تم نسخ الرابط