من السعال إلى المغص.. إشارات جسدية تطلقها أمعاء طفلك تستدعي منكِ الانتباه

تُعد صحة الجهاز الهضمي لدى الأطفال واحدة من أكثر القضايا الطبية حساسية وتعقيدًا في سنوات الطفولة المبكرة، نظرًا لأن معدة الطفل وأمعاءه تكون في طور التكوين، ما يجعلها عرضة للاضطرابات والتأثر السريع بأي خلل غذائي أو بيئي. وقد يبدو بعض هذه الاضطرابات بسيطًا في ظاهره، لكنه يحمل في طياته مؤشرات على مشكلات صحية أكبر، خصوصًا إن لم يتم التعامل معها مبكرًا.
وبحسب تقرير طبي نشره موقع "MedicineNet" الطبي المتخصص، فإن هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي يجب على الأمهات والآباء الانتباه لها جيدًا، لأنها قد تكون الدليل الأول على وجود خلل في عمل الأمعاء لدى الطفل.
السعال المفرط المصحوب بالتقيؤ
قد لا يربط البعض بين السعال ومشاكل الأمعاء، لكن التقرير يوضح أن السعال المتكرر، خاصة بعد الرضاعة، والذي يتبعه تقيؤ مستمر، قد يكون دلالة على وجود ارتجاع معدي مريئي أو خلل في إغلاق الصمام بين المريء والمعدة، وهو ما يستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا.
انتفاخات غير طبيعية وصلابة في البطن
من الطبيعي أن يحدث بعض الانتفاخ في بطن الطفل بعد الرضاعة أو الوجبة، لكن إذا كان البطن صلبًا بصورة ملحوظة ويشعر الطفل بعدم ارتياح عند لمسه، فهذا قد يكون نتيجة لتراكم الغازات أو عسر الهضم، ما قد يشير إلى وجود اضطراب داخلي في عملية الهضم.
الارتجاع المستمر أو كثرة البصق
إذا لاحظتِ أن طفلك يبصق الحليب بكثرة أو يعاني من الارتجاع بعد كل رضعة تقريبًا، فهذه إشارة واضحة إلى عدم استقرار الجهاز الهضمي. وغالبًا ما يكون ذلك مرتبطًا بضعف عضلات المعدة أو حساسية غذائية تجاه نوع معين من الحليب.
الزغطة (الفواق) المتكررة
رغم أن الزغطة تُعد أمرًا شائعًا بين الرضع، فإن تكرارها بشكل مفرط، وخصوصًا إذا كانت متزامنة مع البكاء والانزعاج، قد يشير إلى وجود تهيج أو اضطراب في المعدة، وقد يكون مرتبطًا بتقلصات غير طبيعية في الأمعاء.
نوبات المغص المتكررة
يُعد المغص من أكثر الأعراض شيوعًا في اضطرابات الأمعاء لدى الأطفال الرضع، ويظهر على شكل بكاء حاد ومستمر دون سبب واضح، مع شد الساقين نحو البطن، وتشنجات قد تستمر لساعات. وفي كثير من الأحيان، يرتبط المغص بحساسية الأمعاء لمكونات الحليب أو اضطراب في امتصاص الطعام.
ظهور دم في البراز
تُعد هذه من أكثر العلامات التي تثير القلق، إذ يمكن أن تشير إلى وجود التهابات معوية، أو حساسية غذائية حادة، أو حتى شروخ شرجية ناتجة عن صلابة البراز. وفي جميع الأحوال، يتوجب استشارة الطبيب فورًا، لتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب.
متى تستشيرين الطبيب؟
إذا لاحظتِ تكرار أي من هذه الأعراض على طفلك، أو لاحظتِ تدهورًا في صحته العامة، أو انخفاضًا في وزنه ونشاطه، فلا تترددي في التوجه إلى طبيب الأطفال أو اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي للأطفال، حيث يمكنه إجراء الفحوص اللازمة مثل تحليل البراز أو الأشعة أو حتى تنظير داخلي إذا تطلب الأمر.
كيف تقي طفلك من اضطرابات الأمعاء؟
لوقاية الجهاز الهضمي لطفلك، ينصح الأطباء بـ:
- الرضاعة الطبيعية قدر الإمكان، حيث تحتوي على عناصر مهدئة للأمعاء.
- تقديم الطعام الصلب تدريجيًا مع مراقبة تفاعل الجسم.
- الحرص على النظافة في تحضير الرضعات والأطعمة.
- تجنب الإكثار من الأطعمة المعالجة أو التي تحتوي على سكريات ودهون مضافة.
في النهاية، يبقى وعي الأم هو الخط الدفاعي الأول لحماية صحة طفلها، ومتابعة الإشارات الصغيرة قد تكون سببًا في تجنب مشكلات صحية كبيرة لاحقًا.