عاجل

دار الإفتاء توضح: معنى “الهمز واللمز” في القرآن الكريم وتحذر من خطورتهما

معنى “الهمز واللمز”
معنى “الهمز واللمز”

في تفسير جديد لآيات الذكر الحكيم، أوضحت دار الإفتاء المصرية المعنى الحقيقي للهمز واللمز المنهي عنهما في قول الله تعالى:
﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ [سورة الهمزة: 1]، مؤكدة أن هذه الآية تحمل وعيدًا شديدًا بالعذاب والهلاك لمن يتصف بتلك الصفات الذميمة، التي تُعد من أخطر أمراض اللسان والسلوك الاجتماعي.

ما هو “الهمز” و”اللمز”؟

بحسب التفسير الذي أوردته دار الإفتاء، فإن:
• الهمز: يشير إلى الغيبة والطعن في الناس خفية أو بالإشارة أو بالحركة، ويكون غالبًا من وراء ظهورهم.
• اللمز: هو العيب والاستهزاء والتجريح بالكلام المباشر في حضور الشخص، أو السخرية منه أمام الناس.

وكلا الصفتين تدلان على سوء الخلق وقسوة القلب، وهما مما يُسبب فساد العلاقات، ويهدم الاحترام بين أفراد المجتمع.

وعيد شديد من الله

لفظ “ويل” الذي بدأت به الآية، يحمل في اللغة العربية أشد معاني التهديد والعذاب، وقد فسّره العلماء بأنه وادي في جهنم أو هلاك محقق لمن اتصف بهذا الفعل.
وهذا يدل على أن الإسلام لم يستهِن بهذه الأخلاق، بل اعتبرها جرائم معنوية خطيرة تؤدي إلى الفُرقة والبغضاء.

لماذا نهى الإسلام عن الهمز واللمز؟

أوضحت دار الإفتاء أن النهي عن هذه الأفعال ينبع من حرص الشريعة على بناء مجتمع متماسك، تسوده الرحمة والستر، لا التجريح والسخرية.

وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من مثل هذه الصفات، فقال:
“بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم” [رواه مسلم]،
وذلك تأكيدًا على أن الاستهزاء بالناس، أو عيبهم في خلقهم أو طباعهم، يُعد تعديًا على كرامة الإنسان التي كرّمه الله بها.

دعوة إلى التخلّق بالرحمة وكفّ اللسان

في ختام بيانها، دعت دار الإفتاء المسلمين إلى مراجعة أنفسهم والتخلّق بصفات المؤمنين حقًا، الذين لا يغتابون ولا يستهزئون، بل يبنون علاقاتهم على الاحترام والمودة.

وأكدت أن الإسلام دين تهذيب للنفس واللسان، وأن المسلم الذي يُريد رضا الله عليه أن يمسك لسانه عن إيذاء الناس، ويطهر قلبه من السخرية والكبر.

فالآية الكريمة ليست مجرد تحذير لفظي، بل نداء رباني يُراد به إصلاح القلوب، وردع من تسوّل له نفسه أن يجعل الآخرين مادة للسخرية أو التحقير.

تم نسخ الرابط