هل يجوز للمرأة الصلاة في مكتب العمل بحضور رجال أجانب؟.. الإفتاء تجيب

في ظل تزايد مشاركة المرأة في بيئات العمل المختلطة، يطرح العديد من الموظفات تساؤلات شرعية حول أداء الصلاة في أماكن العمل، خصوصًا عندما تكون تلك الأماكن مشتركة مع زملاء رجال ليسوا من المحارم. ولإجابة هذه التساؤلات، أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة المرأة في مكتب العمل بحضرة رجال أجانب جائزة شرعًا، شريطة الالتزام بالضوابط التي تصون كرامتها وتحفظ آداب الصلاة.
الشروط الشرعية لصحة الصلاة
أوضحت دار الإفتاء أن المرأة إذا أرادت أن تُصلي في مكان به رجال أجانب (أي ليسوا من المحارم)، فإن صلاتها صحيحة ولا تبطل طالما تحققت الشروط التالية:
• الالتزام بالحجاب الشرعي الكامل: يجب أن تكون المرأة ساترة لجميع جسدها، عدا الوجه والكفين، وأن تكون ملابسها واسعة وغير واصفة.
• عدم التعرّض لنظرٍ مباشرٍ أثناء الصلاة: يُستحب أن تختار زاوية أو جهة من المكتب لا تكون مواجهة مباشرة للرجال، حفاظًا على الخشوع وصيانة للخصوصية.
• الطمأنينة والستر قدر الإمكان: إن توفّر حاجز مثل مكتب جانبي، أو فاصل بسيط أو حتى وضع حقيبة أمامها كسترة، فهو أفضل.
• عدم وجود اختلاط مخلّ أو ريبة: فإذا كانت الصلاة تتم في جوّ من الاحترام المهني والهدوء، فلا حرج في ذلك، أما إذا وُجد ما يثير الريبة أو يشوّش على الصلاة، فيُفضل الانتقال إلى مكان أكثر خصوصية إن وُجد
الأفضلية للخصوصية لا الوجوب
أشارت الفتوى إلى أنه من الأفضل للمرأة أن تُصلي في مكان منفصل إن تيسر لها ذلك، كغرفة جانبية أو مصلى مخصص، فهذا أدعى للخشوع وأكمل في اتباع السنة. ولكن عدم توفر ذلك لا يمنعها من أداء الصلاة في المكتب طالما التزمت بالآداب الشرعية.
وفي رسالة هامة للنساء العاملات، شددت دار الإفتاء على أنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها الشرعي بحجة عدم وجود مكان خاص، حيث إن الله يسّر للعبادة في جميع الأوقات والمواقف، وما دامت الصلاة تتم بحشمة وطمأنينة فلا حرج في ذلك. وأضافت أن الدين الإسلامي قد راعى واقع المرأة العاملة وأباح لها أداء الصلاة في مكان عملها وفقًا للضوابط الشرعية.
وأخيرًا، أكدت دار الإفتاء على أهمية دعم بيئات العمل التي تتيح مساحات آمنة ومحترمة لأداء العبادات، بما يتماشى مع قيم العفاف والخشوع، داعية جميع المؤسسات لتوفير بيئة تحترم حقوق موظفيها في أداء شعائرهم الدينية.