دار الإفتاء توضح: وضع السترة أمام المصلي المنفرد سُنة نبوية تحمي الخشوع وتمنع

أكدت دار الإفتاء المصرية أن وضع السترة أمام المصلي المنفرد سنة نبوية مؤكدة، تهدف إلى حفظ هيبة الصلاة وصون خشوع المصلي من أي عبث أو تشويش قد يسببه مرور أحد أمامه.

هذا الحكم يهم شريحة كبيرة من المسلمين، خاصة من يُصلّون خارج المساجد، سواء في المنازل أو أماكن العمل أو الأماكن العامة، حيث تزداد احتمالات المرور أمام المصلي

ما المقصود بالسترة؟

السترة هي حاجز أو شيء يوضع أمام المصلي، يحدد موضع صلاته ويمنع المرور أمامه.
ولا يُشترط أن تكون السترة جدارًا أو عمودًا، بل يكفي أن تكون شيئًا ظاهرًا في اتجاه القبلة، مثل كرسي، حقيبة، عصا مغروسة، أو حتى طاولة، على ألا يقل ارتفاعها تقريبًا عن شبر (ما يقارب 60 سم).

وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“إذا صلى أحدكم فليصلِ إلى سترة، وليدنُ منها، ولا يدع أحدًا يمر بينه وبينها” [رواه مسلم].

هل توضع السترة دائمًا؟

أوضحت دار الإفتاء أن السترة مستحبة في حق الإمام والمنفرد، وليست مطلوبة من المأموم في الجماعة، لأن الإمام يكفي من خلفه.

وأكدت أن ترك السترة في مواضع يُحتمل فيها المرور مكروه، خاصة في الأماكن المفتوحة أو المزدحمة. أما في حال الصلاة في غرفة مغلقة أو في موضع آمن لا يُحتمل فيه المرور، فعدم اتخاذ السترة لا حرج فيه، لكن يبقى اتباع السنة أولى وأكمل.

هل تُبطل الصلاة إذا لم توضع السترة؟

الجواب: لا. أوضحت دار الإفتاء أن الصلاة بدون سترة صحيحة ولا تبطل، ولكن يُفوت المصلي بذلك فضيلة الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد يُعرّض نفسه للتشويش إذا مرّ أحد بينه وبين موضع السجود.

المرور بين المصلي وسترته… إثم

شددت الفتوى على أن المرور بين المصلي وسترته إثمٌ عظيم، لما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه” [رواه البخاري ومسلم].

وهذا التحذير النبوي يعكس مدى احترام الإسلام لخصوصية العلاقة بين العبد وربه أثناء الصلاة، وحرصه على منع أي تشويش على المصلي.

رسالة دار الإفتاء

في ختام بيانها، دعت دار الإفتاء المسلمين إلى الحرص على هذه السنة النبوية المباركة، التي تُجسد احترام شعيرة الصلاة، وتُعزز من تركيز المصلي وخشوعه، مؤكدة أن اتباع الهدي النبوي في أدق تفاصيل العبادات هو علامة على محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ووسيلة لبلوغ الكمال في العبادة.