التليفزيون بين الترفيه والدعوة .. فتوى جديدة من دار الإفتاء المصرية

يتساءل العديد من الناس عن حكم مشاهدة التليفزيون، وهل هي حرام شرعًا. في هذا السياق، أصدر فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق، فتوى تشرح الحكم الشرعي لمشاهدة التليفزيون.
الفتوى: لا مانع من مشاهدة التليفزيون بشروط
أجاب الدكتور علي جمعة على هذا السؤال قائلًا:" لا مانع من مشاهدة التليفزيون إذا قُصِدَ من ذلك زيادة الوعي الاجتماعي أو الديني أو الثقافي، أمَّا إذا كانت المشاهدة مثيرةً للفِتَن والغرائز التي تساعد على انتشار الرذيلةِ والفسقِ، فهذا حرامٌ ومنهيٌّ عنه شرعًا".
تفريق بين المحتوى المباح والمحرّم
بهذه الفتوى، وضعت دار الإفتاء المصرية حدًا واضحًا بين ما هو مباح ومحمود من المشاهدة وما هو محرم. يشترط في مشاهدة التليفزيون أن تكون النية طيبة وأن يتوافق المحتوى مع القيم الإسلامية والأخلاقية.
وسيلة دعوية قوية إذا أُحسن استخدامها
التليفزيون لم يعد مجرد وسيلة ترفيه، بل يمكن أن يتحول إلى منصة دعوية وتربوية قوية إذا تم استخدامه لنقل برامج تعليمية ودينية هادفة، ومسلسلات توعوية، ومحاضرات تبث القيم والأخلاق.
كيف يُميز المسلم بين المحتوى النافع والمُضر؟
ينبغي على المسلم أن يتوخى الحذر فيما يشاهده، وأن يتوقف ليسأل نفسه: هل هذا البرنامج يُفيدني في ديني أو دنياي؟ .. هل يراعي القيم والأخلاق؟ .. هل يُساعد على تربية أبنائي؟ .. أم أنه يُثير الشهوات أو يضيع الوقت فيما لا ينفع؟
المسؤولية الشخصية والأسريّة في اختيار البرامج والرقابة الذاتية ضرورة حتمية في زمن امتلأت فيه الشاشات بمحتويات متضاربة.
التكنولوجيا: نعمة أم نقمة؟
المشكلة ليست في التليفزيون كوسيلة، بل في كيفية استخدامه. فقد أثبت الواقع أن الكثير من القنوات الإسلامية والثقافية الهادفة تمكنت من نشر الوعي، وتقريب الناس من الدين، وتعزيز القيم المجتمعية الإيجابية، من خلال برامج جاذبة وعصرية.
حُكم المشاهدة يتوقف على نوعية المحتوى
ختامًا، تؤكد الفتوى أن مشاهدة التليفزيون ليست حرامًا في ذاتها، ولكن الحكم يختلف بحسب نوع المحتوى، والنية من المشاهدة، وتأثيره في النفس والأسرة. فإن كان في المشاهدة خير، فهي مباحة، وإن كانت تجر إلى الفتنة والمعصية، فهي محرّمة.