متى يُعتبر المريض المتوفى من الشهداء وكيفية تغسيلة وتكفينة.. دار الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل يُعتبر المريض المتوفى من الشهداء، وما مصيره، وهل يُحتسب من الشهداء وفقًا لما ورد في الأحاديث النبوية، عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الشهادة ليست مقصورة على المقاتل في سبيل الله، بل تشمل أصنافًا أخرى ممن يموتون بظروف معينة.
أنواع الشهداء ومتى يُعتبر المريض المتوفى منهم
بينت دار الإفتاء أنواع الشهداء كما وردت في السنة النبوية، وقالت ورد في حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء خمسة، المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله."
وقالت دار الإفتاء وفقًا للحديث، فإن الشهادة تشمل خمس أنواع من الشهداء وهم "المطعون، وهو من يموت بسبب الطاعون أو الأوبئة المشابهة" و"المبطون، وهو من يتوفى بسبب أمراض الجهاز الهضمي، مثل الاستسقاء أو الإسهال الشديد" و"الغريق، وهو من يفقد حياته غرقًا" و"صاحب الهدم، وهو من يموت تحت الأنقاض بسبب انهيار المباني أو الحوادث المشابهة" و"الشهيد في سبيل الله وهو الذي يقتل في معركة لإعلاء كلمة الله".
أشارت دار الإفتاء إلي أن النبي صلى الله عليه وسلم، أضاف أصنافًا أخرى في حديث آخر، منها "صاحب ذات الجنب، وهو المصاب بالتهابات حادة في الرئتين" و"صاحب الحرق وهو من يموت بالحريق" والمرأة المتوفاة أثناء الولادة، وتُعرف بـ"الشهيدة بجمع".
هل يدخل المريض المتوفى ضمن الشهداء؟
أكدت دار الإفتاء أنه إذا كان المرض الذي توفي بسببه المريض مما ورد في الأحاديث النبوية، مثل الطاعون أو أمراض البطن أو الأمراض الصدرية، فإنه يُحتسب شهيدًا من حيث الأجر عند الله، لكنه لا يُعامل معاملة شهيد المعركة من حيث الأحكام الدنيوية (مثل عدم الغسل والصلاة عليه).
وقالت "إذا كان سبب الوفاة مرضًا غير مذكور في النصوص الشرعية، فإنه لا يُطلق عليه لقب "شهيد"، لكنه يثاب على صبره واحتسابه".
متى يُعتبر المريض المتوفى من الشهداء
أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام أكد أن المرض من أسباب تكفير الذنوب ورفع الدرجات، كما جاء في قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر: 10).
واستدلت بقول النبي صلى الله عليه وسلم :"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه." (متفق عليه).
وأشارت يُعتبر المريض المتوفى من الشهداء، وهو الذي اعتاد على أداء العبادات ولكنه مُنع منها بسبب المرض، فيُكتب له أجرها كما لو كان يؤديها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا." (رواه البخاري).
دعاء تردده عند زيارة المريض
أكدت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال هل يُعتبر المريض المتوفى من الشهداء، أن المريض مأمور بالدعاء والرضا بقضاء الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند زيارة المرضى: "لا بأس، طهور إن شاء الله."
وأشارت أن المؤمن الذي يحتسب مرضه عند الله، سواء كان من الشهداء أو لا، يُبشر بالأجر العظيم والمغفرة، لأن الله لا يضيع أجر الصابرين.