هل الصمت سُنة نبوية؟.. أهميته وأوقات استحبابه وماذا قال الإمام الشافعي عنه

كشف الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" فضل «الصمت» كسنة نبوية غالبًا ما تهمل، مسلطاً الضوء على أهمية الصمت كأسلوب حياة إيجابي، وكيف يمكن أن يكون الصمت أفضل من الكلام في العديد من المواقف.
وشارك في النقاش عدد من العلماء الذين أبدوا آراء قيمة حول هذا الموضوع، مبرزين أهمية فهم سياقات الصمت في تعاليم الإسلام.
الصمت سنة نبوية
وأكد المشاركون في البرنامج أن الصمت كان سلوكًا متبعًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليس فقط كسلوك شخصي، بل كجزء من منهجه في الدعوة والتواصل. وقد استشهدوا بأمثلة من حياة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث سكت في مواقف معينة، مشيرين إلى أن هذا الصمت لم يكن ضعفًا، بل كان اختيارًا حكيمًا.
وقد أشاروا إلى أن فهم سياقات صمت النبي يساعد على فهم تعاليمه بشكل أعمق.
أوقات استحباب الصمت
حدد العلماء المشاركون في البرنامج عدة مواقف يستحب فيها الصمت، وذلك لتجنب الوقوع في المحظورات أو إثارة الفتن. من هذه المواقف:
تجنب الشر:
الصمت يعتبر وسيلة فعالة لمنع انتشار الشر أو إيقافه. فالكلام غير المدروس قد يؤدي إلى نتائج سلبية.
الغيبة والنميمة:
حذر العلماء من خطورة الغيبة والنميمة، وأكدوا أن الصمت في هذه المواقف يعد من أفضل الحلول.
الخلافات:
يساعد الصمت على تهدئة النفوس وتجنب التصعيد في الخلافات، مما يسهم في حلها بشكل سلمي.
عدم المعرفة: أكدوا على أهمية الصمت وعدم التحدث في الأمور التي لا يعرف عنها شيء، وذلك لتجنب إطلاق الأحكام الخاطئة.
رأي الإمام الشافعي في الصمت
استشهد العلماء في البرنامج برأي الإمام الشافعي في الصمت، حيث قال: "إن الجواب لباب الشر مفتاح، والصمت عن جهل أو أحمق شرف". وهذا يبرز أهمية الصمت كوسيلة لحماية النفس من الوقوع في الخطأ.
كما أشاروا إلى أن الإمام الشافعي نفسه كان يكثر من الصمت في مواقف معينة.
الصمت فن: أجمع المشاركون على أن الصمت ليس مجرد غياب للكلام، بل هو فن يتطلب مهارة وتدريبًا. فهو فن من فنون الحياة، يساعد على ضبط النفس، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، والتفكير قبل الكلام. وقد أشاروا إلى أن تعلم هذا الفن يساعد على تحقيق التوازن في الحياة.
ختامًا، نشدد على أهمية الصمت كسنة نبوية، تعلمنا ضرورة التفكير قبل الكلام، وأن الصمت في بعض الأحيان يكون أفضل وسيلة لتجنب المشاكل والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، وذلك من خلال فهم سياقات الصمت في تعاليم الإسلام. كما يبرز أهمية تعلم فن الصمت كوسيلة لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.