دار الإفتاء تؤكد: الدعاء بعد الصلاة يُستجاب ويُعد من السنن المحببة

يُعد الدعاء من أعظم العبادات التي تُقرّب العبد من ربه، وله مكانة خاصة في قلوب المسلمين، خصوصًا عند ارتباطه بأوقات الطاعة وأداء العبادات. ومن هنا يبرز التساؤل: لماذا يُستحب الدعاء بعد الانتهاء من العبادات؟ وهل هناك فضل خاص لهذا التوقيت؟
الشرع يشجع على الدعاء بعد العبادات
أكدت دار الإفتاء أن الدعاء بعد الانتهاء من العبادات يُعد من السنن المحببة في الإسلام، لما فيه من مظاهر الخضوع والخشوع لله عز وجل، واستحضار القرب منه بعد أداء الطاعات. وأوضحت الدار أن الدعاء عقب العبادات يُرجى فيه القبول، استنادًا لما رواه أبو أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة"، وفي رواية أخرى: "يا بلال، أرحنا بالصلاة"، وهو ما يشير إلى أن الصلاة والدعاء يتكاملان في تحقيق القرب من الله.
القرآن والسنة يدعمان هذا الفضل
جاء في سورة البقرة:" فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا" [الآية 238]، وهو دليل قرآني على أهمية الذكر والدعاء بعد الانتهاء من العبادة.
كما رُوي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يكثر من الدعاء بعد أداء الفرائض، وكان الصحابة يقتدون به، مما يعكس أن هذا التوقيت من الأوقات المباركة.
رأي العلماء والفقهاء
• الإمام النووي أشار في كتابه "الأذكار" إلى أن الدعاء بعد الصلاة من الأوقات الفاضلة التي يُستجاب فيها الدعاء.
• ابن القيم أكد في "زاد المعاد" أن أفضل الأدعية هي التي تقترن بعمل صالح أو عبادة.
• وأجمع العلماء على أن الدعاء عقب الطاعة دليل على تواضع العبد وعدم اغتراره بعمله، بل يرجو من الله القبول.
أمثلة من السنّة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بعد كل صلاة بقوله:" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، كما ورد في حديث معاذ بن جبل، مما يدل على ارتباط الدعاء باستمرار الطاعة بعد أدائها.
الدعاء بعد العبادات ليس فقط مستحبًا، بل هو فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وطلب القبول والثبات. وهو من الأدب النبوي الذي حافظ عليه الصحابة والتابعون، ودعت إليه المؤسسات الدينية المعاصرة. فمن انتهى من عبادته، فليفتح قلبه لله، فذلك من أوقات الإجابة التي لا تُرد فيها الدعوات.