بما لا يخالف الشرع.. دار الإفتاء: الاحتفال بـ«شم النسيم» جائز

مع حلول فصل الربيع، يتجدد الجدل حول حكم الاحتفال بـ"شم النسيم"، وهو اليوم الذي يحتفل به المصريون منذ آلاف السنين، تحديدًا منذ عهد الفراعنة، حيث يخرج الناس إلى الحدائق ويتبادلون الأطعمة والمظاهر الاحتفالية. فهل يجوز شرعًا الاحتفال بهذا اليوم؟ وما موقف الشريعة الإسلامية منه؟
فتوى دار الإفتاء: لا حرج في الاحتفال
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بشم النسيم جائز شرعًا، ولا حرج فيه طالما لم يصاحبه ما يخالف تعاليم الإسلام، مثل شرب الخمر أو الاختلاط المحرم أو تناول المحرمات. وأضافت أن الاحتفال بهذا اليوم لا يُعد عبادة حتى يُقال إنه بدعة، بل هو عادة اجتماعية تعارف عليها الناس، وهو ما لا يحرّمه الإسلام إن خلا من المحظورات.
وأوضحت دار الإفتاء أن الإسلام لم ينهَ عن الفرح والسرور، بل حضَّ على البهجة والتوسعة على النفس والأهل، بشرط أن تكون في إطار الشرع.
الأزهر الشريف: لا مانع من المشاركة في مظاهر الفرح
ومن جانبه، أكد الأزهر الشريف عبر مركز الفتوى العالمي أن الاحتفال بشم النسيم من العادات المصرية القديمة التي لا تتعارض مع ثوابت الإسلام، مشيرًا إلى أن ما يفعله المصريون في هذا اليوم من خروج للمتنزهات أو تناول الأطعمة المعروفة لا يخالف الدين في شيء، طالما لم تتضمن الاحتفالات محرمات أو مخالفات شرعية.
كما أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُنكر على العرب أيام لهوهم وعاداتهم، بل أقرَّ بعضها، كما في حديث أنس بن مالك عن قول النبي لأهل المدينة حين جاءهم: «كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر» [رواه أبو داوود].
رأي العلماء والفقهاء
1. رأي الإمام ابن حجر العسقلاني: في كتابه “فتح الباري”، أشار إلى أن ما اعتاد عليه الناس من عادات لا يُعدّ بدعة ما لم يكن فيه مخالفة شرعية.
2. رأي الشيخ عطية صقر – رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر: قال إن الاحتفال بيوم شم النسيم لا بأس به شرعًا إذا لم يخالف تعاليم الإسلام، وأكد أن الإسلام لم يمنع المسلم من ممارسة عاداته الاجتماعية ما دامت لا تعارض الدين.
ولذلك فإن الاحتفال بشم النسيم ليس عبادة حتى يُقال إنه بدعة، وإنما هو مظهر من مظاهر الفرح والعادات الاجتماعية التي لا يُحرمها الإسلام، بشرط ألا تشمل معاصٍ أو محرمات. وهو ما أكده علماء الأزهر ودار الإفتاء وأئمة الفقه على مر العصور.