أذكار المساء.. حصن المسلم من قلق الليل ورسالة روحية قبل النوم

مع غروب الشمس وانتهاء يومٍ حافلٍ بمشاغل الحياة، يلوذ قلب المؤمن إلى لحظات من الصفاء والسكينة، حيث تبدأ رحلة الذكر والتقرب إلى الله من خلال أذكار المساء. إنها ليست مجرد ترديد كلمات محفوظة، بل هي لحظة روحانية تُعيد للمرء توازنه النفسي، وتربط قلبه بالسماء قبل أن يغفو الجسد للراحة.
متى يبدأ وقت أذكار المساء؟
اتفق العلماء على أن وقت أذكار المساء يبدأ من بعد صلاة العصر ويمتد حتى غروب الشمس، فيما يرى جمهور الفقهاء أن الوقت الأفضل هو من بعد صلاة المغرب وحتى دخول الليل. ويمكن لمن فاته الوقت أن يرددها قبل نومه، ما دامت في الفترة المسائية، لأن الغاية منها الحفظ والطمأنينة.
أذكار ثابتة في السنة النبوية
1. آية الكرسي: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ…” – تُقرأ مرة واحدة، وهي من أعظم آيات الحفظ.
2. سور الإخلاص والفلق والناس – تُقرأ كل واحدة منها ثلاث مرات، للتحصين من الشرور والحسد.
3. “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” – تُقال ثلاث مرات.
4. “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم” – ثلاث مرات للحفظ من الأذى.
5. “اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا…” – دعاء جامع يُستحب المداومة عليه.
6. “اللهم إني أمسيت أشهدك وأشهد حملة عرشك…” – تُقال أربع مرات، ويُرجى لقائلها مغفرة الذنوب.
فضل أذكار المساء: طمأنينة وسكينة
أذكار المساء ليست فقط وسيلة للثواب، بل هي باب واسع للسكينة، تملأ القلب باليقين، وتُشعر النفس بالأمان في مواجهة تقلبات الحياة. وقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال:
“من قالها حين يمسي، لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح”، مما يدل على عظيم أثرها في حفظ الإنسان ليلًا.
رأي دار الإفتاء: عبادة لها ثواب عظيم
أكدت دار الإفتاء أن أذكار المساء من السنن المؤكدة التي كان النبي ﷺ يحرص عليها، وهي ليست عادة يومية فحسب، بل عبادة تُؤدى بالقلب واللسان، تجمع بين الثواب والحفظ والراحة النفسية. كما شددت على أهمية المداومة عليها لما فيها من بركة