هل نجت السيدة آمنة أم النبي؟ دار الإفتاء المصرية تُجيب وتكشف بالأدلة

في فتوى رسمية نُشرت عبر الموقع الرسمي لـ دار الإفتاء المصرية، أجابت الدار عن سؤال لطالما شغل بال كثير من المسلمين: هل السيدة آمنة بنت وهب، أم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من الناجين؟ وهل ثبت إيمانها؟
وقد أكدت دار الإفتاء في ردها أن السيدة آمنة من المحكوم بنجاتهم واصطفائهم، وساقت مجموعة من الأدلة النقلية والشرعية على ذلك، مستندة إلى أقوال كبار العلماء، ومؤلفات كبار المحققين، ونصوص من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
شرف نسب النبي يثبت نجاة والديه
أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام أولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم منزلة عظيمة وشرفًا خاصًا، امتد إلى والديه الكريمين، ومنهم السيدة آمنة بنت وهب، مشيرة إلى أن شرف الأبوين شرفٌ نبوي، لأن النور المحمدي كان مستودعًا فيهما.
كما ذكرت الفتوى أن لفظ "الآل" في اللغة يشمل المآل والنسب، وبالتالي تدخل السيدة آمنة في آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة اللغة والنسب معًا، كما أنها من بني عبد مناف، وهم ممن نص الفقهاء على دخولهم في آل البيت.
السيدة آمنة من المؤمنين والناجين
أشارت دار الإفتاء إلى أن علماء الأمة ومحققيها أثبتوا إيمان السيدة آمنة ونجاتها، وقد ألّف كثيرٌ من العلماء كتبًا خاصة في فضائلها ومكانتها، ومن هذه الكتب:
- الثغور الباسمة في مناقب السيدة آمنة.
- الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة للإمام السيوطي.
- البهجة السنية في بعض فضائل السيدة آمنة القرشية للعلامة يحيى بن محمد العطار.
من الأدلة القرآنية: تقلبه في الساجدين
استشهدت الفتوى بقوله تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ [الشعراء: 219]، وبيّنت أن الآية تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتقل من أصلاب طاهرة وأرحام زكية، ما يعني أن سلسلة نسبه الشريف لم تتضمن كفرًا ولا رجسًا.
كما ذكرت الفتوى قول الله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل: 59]، موضحة أن الاصطفاء الإلهي يشمل كل من اصطفاهم الله تعالى ليكونوا موضع نور النبوة، ومنهم والدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أقوال العلماء في طهارة نسب النبي ونجاة والديه
نقلت دار الإفتاء أقوال مجموعة من العلماء تؤكد هذه الحقيقة:
قال الإمام البيجوري في تحفة المريد:
"جميع آبائه وأمهاته صلى الله عليه وآله وسلم ناجون، ومحكوم بإيمانهم، لم يدخلهم كفر ولا رجس ولا شيء مما كان عليه الجاهلية."
وقال الماوردي في أعلام النبوة:
"استخلص الله رسوله من أطيب المناكح، ونقله من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة."
كما نقلت عن أبي بكر الآجري في كتاب الشريعة أن النكاح في نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان دائمًا صحيحًا وطاهرًا.
حديث نبوي شريف يُرجح نجاة والديه
وجاء في الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«ما افْتَرَقَ النَّاسُ فِرْقَتَيْنِ إِلَّا جَعَلَنِي اللهُ فِي الْخَيْرِ مِنْهُمَا، حَتَّى خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي وَأُمِّي.»
بناءً على ما سبق من أدلة قرآنية ونبوية، وأقوال أئمة الأمة المحققين، وفتوى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، فإن السيدة آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الناجين والمؤمنين، ومحكومٌ بإيمانها واصطفائها، لما لها من شرف النسب والطهارة والاصطفاء الإلهي.