عاجل

حديث "الدين النصيحة" ليس كما تظنه .. دار الإفتاء توضح المعنى الكامل

الدين النصيحة.. حديث
"الدين النصيحة".. حديث نبوي

"الدين النصيحة".. حديث نبوي جامع يختزل روح الإسلام في بيان علمي ودعوي عبر موقعها الرسمي، كشفت دار الإفتاء المصرية عن المعنى العميق والدقيق لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الدين النصيحة"، مبينة أن النصيحة ليست مجرد قول عابر، بل هي جوهر الدين وروحه، وتشمل كل أبواب الخير والإصلاح بين العباد، وتندرج تحتها واجبات كبرى تجاه الله تعالى وكتابه ورسوله والمؤمنين عامة وخاصتهم.

معنى النصيحة في الحديث الشريف: إرادة الخير وإخلاص القول

أوضحت دار الإفتاء أن المراد بالنصيحة في هذا الحديث الشريف هو إرادة الخير للمنصوح له، وذلك يشمل الإخلاص في القول والعمل، وتقديم ما ينفعه من أمور الدين والدنيا، مشيرةً إلى قول الإمام الخطابي: "النصيحة كلمة يعبر بها عن جملةٍ: هي إرادة الخير للمنصوح له، وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يقال: نصحت العسل إذا خلصته من الشمع."

كما أشارت إلى أن النصيحة تتضمن الإرشاد لكل صالح، والنهي عن كل طالح، مع مراعاة جهد الناصح واستطاعته، وعدم تعريضه للأذى أو الضرر.

لمن تكون النصيحة؟ خمسة جهات حددها الحديث النبوي

استدلت دار الإفتاء على الحديث الشريف الذي رواه تميم الداري رضي الله عنه:
«الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قلنا: لِمَنْ؟ قال: «لِلهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» [رواه مسلم].

ثم فصّلت المراد من كل جهة:

- النصيحة لله: بالإيمان به وتعظيمه، وطاعته وتوحيده وتنزيهه.

- للكتاب: بالإيمان بالقرآن وتلاوته وتدبره والعمل بأحكامه.

- للرسول: بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته، ونشر سيرته وأخلاقه.

- لأئمة المسلمين: بدعائهم، وتذكيرهم بالحق، ومناصحتهم بلطف، وتحذير الناس من الفتنة.

- لعامة المسلمين: بنصحهم، وإرشادهم، وستر عيوبهم، والدعاء لهم، ومحبة الخير لهم.

ضوابط وآداب النصيحة.. حتى لا تتحول إلى خصومة

أكدت دار الإفتاء أن النصيحة لها آداب شرعية يجب مراعاتها، أهمها:

  • أن تكون سرًّا لا علنًا، إلا إذا تعذّر الفهم بالتلميح.
  • أن تكون بغير تعيين شخص، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "ما بال أقوام ".
  • ألا تكون مشروطة بالقبول من الطرف الآخر.
  • أن تُراعى المآلات، وألا تؤدي إلى مفسدة أعظم أو ضرر أكبر، وهذا ما أكده الإمام القرافي وغيره من العلماء.

وجاء في قول الإمام ابن حزم: "إذا نصحتَ فانصح سرًّا لا جهرًا، وبتعريض لا تصريح، ولا تنصح على شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه فأنت ظالم لا ناصح."

الإفتاء: النصيحة فريضة بحدود.. وليست دعوة للصدام أو التوبيخ

اختتمت دار الإفتاء المصرية بيانها بالتأكيد على أن النصيحة كما هي جزء من الدين، فهي أيضًا محكومة بضوابط الشرع والعقل، ومن ثم فهي لا تعني التعالي على الآخرين، ولا التجريح أو التشهير، بل تعني الحرص على الخير للناس بما يرضي الله ولا يفسد العلاقات.

تم نسخ الرابط