هل الحسد يؤثر فعلًا على الإنسان؟..دار الإفتاء تكشف الأثر الحقيقي وطرق التحصين

يتكرر الحديث عن الحسد والعين في حياة الناس، ويخشى كثيرون من آثارهما على الصحة والرزق والعلاقات. ولإزالة اللبس حول هذه المفاهيم، قدّم الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيحًا مهمًا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، تناول فيه معنى الحسد، وأضراره الحقيقية، وكيفية الوقاية منه وفق الشريعة الإسلامية.
ما هو الحسد؟ ولماذا يُعد من المهلكات؟
الحسد كما عرفه الدكتور هشام ربيع هو: "تمنِّي زوال النعمة من المحسود"، وهو من الأمراض القلبية التي تهلك صاحبها وتوقعه في معصية عظيمة، لأنه يعترض على قسمة الله في النعم، ويتمنى زوال ما أنعم الله به على غيره، وهذا ما نهى عنه الإسلام بشدة.
قال تعالى في سورة الفلق:
﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]،
وفي الحديث الشريف: «لَا تَحَاسَدُوا» (رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه).
ويُشير ذلك إلى أن الحسد شر ينبغي التعوذ منه، والابتعاد عن أسبابه.
الحاسد هو المتضرر الأكبر
أوضح الدكتور هشام ربيع أن الحسد يضر صاحبه أكثر من غيره، إذ يعيش الحاسد في حالة دائمة من السخط والغضب والحزن، ويتألم كلما رأى نعمة عند غيره.
فهو يتعذب في دنياه، ويهلك في دينه لأنه يعترض على حكمة الله وقضائه، في حين أن المحسود لا يتأثر بالحسد ما دام متوكلًا على الله ومتحصنًا بذكره.
النعمة لا تزول بالحسد
من النقاط المهمة التي أكد عليها أمين الفتوى أن الحسد لا يغير من قَدَر الله شيئًا، فما كُتب للمحسود من نعمة ورزق لا يمكن أن يزول بسبب حاسد أو عائن، لأن الأمور كلها بيد الله، ولا يتحكم فيها أحد من البشر.
فلا ينبغي أن يعيش الإنسان في خوف دائم من الحسد، بل يثق بالله ويتخذ بالأسباب الشرعية.
كيف نحمي أنفسنا من الحسد والعين؟
شدّد الدكتور هشام ربيع على أن التحصين بالرقية الشرعية والأدعية النبوية هو أفضل وسيلة لصرف أثر العين والحسد، ومن أهم ما يُقال في ذلك:
- قراءة سورة الفلق والناس.
- المداومة على أذكار الصباح والمساء.
- قول "بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأرض وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيم"، وهي والدعاء بالتحصين للأبناء والنفس والأهل.
نصيحة ختامية
اختتم د. هشام ربيع توضيحه بدعوة إلى تطهير القلوب من الحسد والغيرة، والإكثار من ذكر الله، مشيرًا إلى أن صفاء القلب وحب الخير للناس من علامات الإيمان الراسخ.
كما دعا المسلمين إلى الرضا بقضاء الله، والثقة في أن ما كتبه الله للعبد لن ينقصه أحد، وما لم يُكتب له فلن يناله بغير أمر الله.