عاجل

كيفية إحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ .. دارالإفتاء توضح

إحسان الصلاة على
إحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

يتساءل كثير من المسلمين عن الطريقة المثلى للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، خاصة مع ورود الحديث الشريف: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه»، فما المقصود بـ"إحسان الصلاة"؟ وهل يجب الاقتصار على الصيغ المأثورة فقط؟
دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أجابت عن هذا السؤال في بيان مفصل، موضحة الحكم الشرعي، ومدى سعة هذا الباب المبارك.

الحديث الشريف يدعو إلى إحسان الصلاة على النبي

استشهدت دار الإفتاء بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، موقوفًا ومرفوعًا، قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه»
وقد رواه ابن ماجه، وأبو يعلى، وعبد بن حميد، وغيرهم، وحسّنه جمع من كبار العلماء كابن حجر والمنذري، وصححه الحافظ مغلطاي.

معنى إحسان الصلاة على النبي

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن إحسان الصلاة على النبي لا يعني مجرد التلفظ، بل أن تكون الصلاة شاملة لمعاني التمجيد والثناء، ومعبّرة عن مكانته العظيمة، وشرفه الكامل.
فكل صيغة تؤدي هذه المعاني وتُظهر محبته وتعظيمه تُعد من إحسان الصلاة، سواء كانت من المأثور أو من صيغ أخرى مستحدثة فصيحة، إذا خلت من المحذور الشرعي.

هل يجب الالتزام فقط بالصيغة المأثورة؟

أكدت دار الإفتاء أن الأمر في هذا واسع، وأنه لا يشترط الالتزام فقط بالصيغة النبوية الواردة. فقد أجاز المحققون من العلماء -سلفًا وخلفًا- استحداث صيغ فصيحة وجميلة في الصلاة على النبي، تعبيرًا عن الشرف النبوي ومحبته.
وقد نقل الحافظ السخاوي عن الحافظ جمال الدين بن مسدي قوله:

"ذهب جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إلى أن هذا الباب لا يُوقَف فيه مع المنصوص، وأن مَن رزقه الله بيانًا فصيحًا يعبّر به عن كمال شرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فله أن يصلي عليه بأي صيغة مناسبة لذلك."

تنوع الصيغ وتفنّن العلماء في الصلاة على النبي

خلال القرون الماضية، تفنّن علماء الأمة وأولياؤها في صيغ الصلاة على النبي، نثرًا ونظمًا، تعبيرًا عن المحبة الصادقة، والاتباع الكامل، حتى صار هذا من علامات أهل العلم والمعرفة.
والأصل في هذا التنوع هو إظهار المحبة والتعظيم، لا مجرد ترديد كلمات، وهو ما يفتح الباب للمسلم لأن يُكثر من الصلاة على الحبيب المصطفى بما يحضره من أجمل وأحسن العبارات.


خلاصة ما أوضحته دار الإفتاء المصرية أن إحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتحقق بكل صيغة طيبة تُظهر شرفه ومكانته، ولا يشترط الاقتصار على الصيغ المأثورة، بل يجوز التعبير بكل ما يليق به من ألفاظ فصيحة ومعانٍ سامية، دون مخالفة للشرع.
فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم، فليُحسن الصلاة عليه بلسانه وقلبه، وليكن من الذاكرين كثيرًا له، فإن ذلك من أعظم القربات.

تم نسخ الرابط