عاجل

معنى رغبًا ورهبًا في القرآن .. وكيف نطبقهما في الدعاء؟

معنى رغبًا ورهبًا
معنى رغبًا ورهبًا في القرآن

يتساءل الكثيرون عن معنى لفظي "رغبًا" و"رهبًا" في قوله تعالى: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: 90]، وما دلالة هذه المفردات في سياق الدعاء؟ ولماذا استخدمها الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع؟ في هذا التقرير نلقي الضوء على تفسير هذه الآية المباركة، استنادًا إلى ما ذكره العلماء وشرحهم لها.

معنى "رغبًا" و"رهبًا" في الدعاء

روى ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ فقال: «رَغَبًا هَكَذَا، وَرَهَبًا هَكَذَا»، وبسط كفيه؛ أي جعل ظهرهما للأرض في الرغبة، وعكسه في الرهبة. وقد ورد هذا التفسير في "الدر المنثور" للسيوطي و"فتح القدير" للشوكاني.

دعاء الرغبة

الدعاء بالرغبة يعبر عن طلب الرحمة، والنعمة، والفضل من الله سبحانه وتعالى، مع توقع الخير والبركة. وفي هذا النوع من الدعاء، يشير الداعي إلى السماء بباطن كفيه، راغبًا في تقبل الله لدعائه. كما ذكر الإمام السرخسي الحنفي في كتابه "المبسوط" أن "دعاء الرغبة" يكون عندما تكون بطن الكفين موجهة نحو السماء، تعبيرًا عن الأمل في نيل البركات والرحمة الإلهية.

دعاء الرهبة

أما الدعاء بالرهبة فيعبر عن الخوف من العقاب، والرغبة في النجاة من البلاء والشر. في هذا الدعاء، يكون ظهر الكفين موجهًا نحو السماء، وهو يدل على الاستغاثة والخوف من العواقب السيئة. يذكر الإمام الصنعاني في "سبل السلام" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استعاذ بالله جعل ظهر كفيه إلى السماء، وهو ما يُعتبر دلالة على طلب النجاة من الشرور.

كيفية تطبيق "رغبًا" و"رهبًا" في الدعاء

تطبيق دعاء "رغبًا" و"رهبًا" في حياتنا اليومية يكون عند دعاء الله سواء للطلب أو الاستغاثة، ويجب على المسلم أن يتوجه إلى الله بكل صدق وإخلاص، مع توافر الرغبة في الرحمة والخوف من العقاب. فعندما ندعو الله راغبين في الخير والبركة، نرفع أيدينا لطلب الرحمة، أما عندما نطلب النجاة من البلاء أو العقاب، فنرفع أيدينا مستشعرين رهبتنا من الله.

وقد ذكرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي في العديد من الفتاوى أن الدعاء لا يكون مقتصرًا على صيغ معينة، بل يجوز للمسلم أن يتفنن في الدعاء باستخدام ألفاظ تعبر عن الرغبة والرهبة مع التوجه إلى الله في خشوع.


من خلال هذه الآية المباركة ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: 90]، يتضح لنا أن الدعاء يجب أن يحمل في طياته مشاعر الرغبة في نيل فضائل الله ورحمته، إلى جانب مشاعر الخوف والرهبة من عواقب الأمور. ينبغي على المسلم أن يتوجه إلى الله في دعائه بكل إخلاص، ويسعى لتحقيق التوازن بين الرغبة في مغفرة الله ورحمته، وبين رهبة من عقابه.

تم نسخ الرابط