زينب بنت خزيمة..زوجة النبي التي لقّبت بـ"أم المساكين"وماتت شابة في حضن النبوة

تُعد زينب بنت خزيمة رضي الله عنها واحدة من أمهات المؤمنين وزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهرت بلقب "أم المساكين" لما عُرف عنها من رحمة وعطف على الفقراء والمحتاجين. لم تطل إقامتها في بيت النبوة، لكنها تركت أثرًا عميقًا في التاريخ الإسلامي بسيرتها الطيبة وكرمها اللامحدود. في هذا التقرير نسلط الضوء على سيرة زينب بنت خزيمة، زوجة النبي التي جسدت معاني الرحمة والإنسانية، ونتعرف على قصة زواجها من رسول الله، وسبب وفاتها المبكرة، ولماذا خلد التاريخ اسمها بين أعظم النساء في الإسلام.
من هي زينب بنت خزيمة؟
زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها، واحدة من زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت تُعرف بلقب فريد ومميز في حياة الصحابة: "أم المساكين". لم يكن هذا اللقب مجرد وصف عابر، بل كان انعكاسًا لروح عظيمة امتلأت بالرحمة والعطاء، فكانت تمتد يدها بالعون لكل فقير ومحتاج، حتى قبل أن تتزوج النبي صلى الله عليه وسلم.
زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من زينب بنت خزيمة بعد استشهاد زوجها عبد الله بن جحش في غزوة أحد، تكريمًا لها ولمكانتها، ورعايةً لأرملة شهيد. وقد تزوجها النبي في السنة الثالثة من الهجرة، وكان زواجها قصيرًا لم يستمر إلا نحو ثمانية أشهر فقط، لكنها كانت شهورًا مباركة احتضنت فيها بيت النبوة.
لماذا لُقبت بـ "أم المساكين"؟
لم يكن لقب "أم المساكين" حديث عهد بزواجها من النبي، بل اشتهرت به في الجاهلية والإسلام، لفرط عطائها وإنفاقها على الفقراء والمحتاجين. كانت تسعى إلى سد حاجات الناس، وتضع يدها في يد الأرملة واليتيم، فتطعمهم وتواسيهم، حتى باتت معروفة بين الناس بأنها ملاذ المساكين.
وفاتها المبكرة وحزن النبي عليها
توفيت زينب بنت خزيمة رضي الله عنها بعد شهور قليلة من زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكانت ثاني زوجة من أمهات المؤمنين تُدفن في المدينة بعد السيدة خديجة رضي الله عنها. ودفنها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في البقيع، حزينًا لفقدان هذه المرأة الطيبة ذات القلب الرحيم.
دروس من سيرة زينب بنت خزيمة
قصة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها تفتح أبواب التأمل في معاني الرحمة والكرم والبذل في سبيل الآخرين، فكانت مثالًا للمرأة المسلمة التي لا تنتظر من يُكرمها، بل تبادر هي بالعطاء. وسيرتها تبقى نورًا يهدي كل من أراد أن يقتدي بأمهات المؤمنين في فعل الخير وخدمة الناس.
زينب بنت خزيمة – أم المساكين – اسم خلد في التاريخ الإسلامي رغم قِصر المدة التي عاشتها في بيت النبوة، لكنها تركت بصمة لا تُنسى في قلوب الصحابة، وفي سجل العطاء والرحمة. هي امرأة جسدت الإحسان في أبهى صوره، وماتت شابةً، لكن ذكراها باقية ما بقيت الرحمة في القلوب.