متى يكون التسامح ضعفًا؟.. واعظة توضح الفرق بين العفو والمهانة

في فيديو جديد أثار تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، قدّمت واعظة الأزهر الشريف والأوقاف فاطمة موسى ، توضيحًا هامًا حول الفرق بين التسامح الذي يُعد فضيلة، والتسامح الذي قد يتحول إلى ضعف يُستغل من الآخرين.
أوضحت فاطمة موسى أن التسامح في جوهره قوة داخلية تدل على سعة الصدر وصفاء النفس، لكنه لا يعني أبداً التنازل عن الكرامة أو السكوت عن الظلم.
وأضافت أن العفو المشروع في الإسلام يكون من موقع القوة، وليس الخضوع للإهانة أو الاستغلال باسم الأخلاق.
احذر التسامح الذي يقودك للمهانة
أكدت الواعظة أن السكوت على الإهانة بحجة التسامح يُعد ضعفًا وليس فضيلة. وضربت مثالًا بحالات تتكرر فيها الإساءات، سواء في علاقات شخصية أو اجتماعية، ويُطلب من الطرف المتضرر أن "يسامح" دون حدود.
وشددت على أن هذا التسامح السلبي لا يحفظ الحقوق، بل يُهدر الكرامة ويكرّس الظلم.
أدلة شرعية: الإسلام لا يقبل التكرار في الإهانة
استشهدت فاطمة موسى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"، لتبيّن أن الإسلام يحث على الحذر وعدم تكرار التعرض للإيذاء.
كما استدلت بقول الله تعالى:
"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" [البقرة: 251]، مؤكدة أن الدين يدعو للعدل والحزم في مواجهة الظلم، لا إلى التساهل الذي يفتح الباب للفساد.
أشارت الداعية إلى أن العفو والتسامح لا يعنيان الضعف، بل يمكن الجمع بين الرحمة والقوة في آنٍ واحد.
وذكّرت بقولها: "العفو عند المقدرة، لا عند العجز، ولا يجوز أن يتحول العفو إلى باب للإذلال أو الاستغلال".
عندما يكون السكوت على الإساءة خطيئة
أوضحت موسى أن بعض الأشخاص يُخطئون حين يعتقدون أن الصبر على الإهانة دائمًا يؤجر عليه المرء، في حين أن السكوت عن الظلم قد يُعد مشاركة في استمرار الأذى للناس.
وقالت: "إذا كان في سُكوتك ضرر على غيرك، فهنا يجب أن تُفرق بين الصبر وبين الإثم الناتج عن التخاذل".
رسالة توعوية للشباب والمجتمع
أثنى المتابعون على هذا الطرح الذي وصفوه بأنه موزون ومبني على فقه الواقع والشرع، خاصة في زمن أصبحت فيه بعض المفاهيم تُستخدم بشكل خاطئ لتبرير الاستغلال أو السكوت عن الإهانة.
ودعت موسى الشباب إلى أن يكونوا أصحاب وعي ديني وبصيرة إنسانية، يعرفون متى يعفون، ومتى يضعون الحدود، فـ"الدين لا يأمر بضعف، بل يأمر بعدل ورحمة".