دار الإفتاء تحذّر:حرمان النساء من الميراث كبيرة من الكبائر ويستوجب التوبة

في ظل تكرار مظاهر الظلم داخل بعض البيوت، حذَّر الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من امتناع بعض الورثة عن تسليم الميراث خاصة للنساء، مؤكدًا أن ذلك من المحرمات التي تستوجب التوبة ورد الحقوق إلى أصحابها.
حرمان النساء من الميراث.. جريمة شرعية لا تسقط بالتقادم
أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن امتناع أحد الورثة عن تقسيم الإرث أو تأجيله بغير عذر شرعي، أو منع باقي الورثة من أخذ حقوقهم، يُعد من المحرمات في الشريعة الإسلامية.
وأشار إلى أن هذه الأفعال لا تقتصر على مجرد مخالفة قانونية، بل هي مظالم عظيمة تستوجب التوبة والاستغفار، كما أن من الواجب الشرعي رد الحقوق إلى أهلها دون تسويف أو مماطلة.
رد الحقوق فريضة لا تحتمل التأجيل
وأوضح "ربيع" أن الواجب على من حرم غيره من الميراث أن يُمكن الورثة من أخذ نصيبهم الشرعي، وألا يحول بينهم وبين حقوقهم بأي وسيلة، سواء كانت بالتحايل أو التسويف أو الضغط النفسي أو التهديد.
وأضاف أن التغاضي عن توزيع التركة أو تعطيل قسمة المواريث لأسباب دنيوية، يُعد مخالفة صريحة لأوامر الله عز وجل، كما أنه سبب لزرع القطيعة بين أفراد العائلة ونشوء النزاعات الطويلة.
حرمان المرأة من الميراث.. عادة جاهلية نهى عنها الإسلام
أكدت دار الإفتاء في مناسبات عديدة أن الإسلام جاء لينصف المرأة، ويمنحها حقها الكامل في الميراث، بعد أن كانت محرومة منه في الجاهلية. وأن ما يُمارسه البعض اليوم من منع النساء من الميراث بحجة العُرف أو الخلافات، هو تكرار لأفعال نهى عنها الشرع الحنيف.
كما شددت الفتاوى على أن تقسيم الإرث لا يُبنى على المجاملات أو الثقافة الاجتماعية السائدة، بل على الأحكام الشرعية التي لا تقبل التغيير أو التلاعب.
دعوة للتوبة ورد المظالم
وشدَّد أمين الفتوى بدار الإفتاء على ضرورة أن يسارع من وقع في هذا الفعل إلى التوبة النصوح، مع تعويض من ظُلم، ورد الميراث إلى أهله، حتى تُقبل توبته ويبرأ من هذه الجريمة الشرعية والاجتماعية.
رسالة ختامية ودعوة للتقوى
قال الله تعالى: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ" [النساء: 11]
فالميراث ليس مجالًا للهوى أو المجاملة، بل هو أمرٌ إلهي مُحكم، لا يجوز التعدي عليه أو التهاون في تطبيقه. ومن يظلم فيه يتحمل الوزر في الدنيا والآخرة.
فلا تظلموا من أمر الله بإنصافهم، فإن الميراث حق إلهي لا يجوز التعدي عليه، ومن فرّط فيه أو حجبه عن مستحقه، فقد ظلم وتعدى حدود الله.
اللهم اجعلنا ممن يؤدون الحقوق لأهلها، ويسيرون على هديك وعدلك.