عاجل

هل يمكن الجمع بين الحج والأضحية؟ وما حكم قص الشعر والأظافر؟

حكم قص الشعر
حكم قص الشعر

مع اقتراب موسم الحج وعيد الأضحى المبارك، يتساءل الكثير من المسلمين عن هل يمكن الجمع بين الحج والأضحية؟ وما حكم قص الشعر والأظافر لمن ينوي الأضحية أثناء أدائه مناسك الحج؟ هذه الأسئلة تتكرر كل عام، ويبحث المسلمون عن إجابة شرعية دقيقة لها، ولذا نستعرض أبرز آراء العلماء والفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية حول هذه المسألة، ونوضح الحكم الشرعي للجمع بين الحج والأضحية، مع التفصيل في ما يتعلق بقص الشعر والأظافر للمضحي.

هل يجوز الجمع بين الحج والأضحية شرعًا؟

نعم، يجوز شرعًا الجمع بين الحج والأضحية، ولا يوجد تعارض بين أداء مناسك الحج وذبح الأضحية، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضحى في حجة الوداع، كما ورد عن عدد من الصحابة أنهم حجوا وذبحوا الأضاحي في نفس الوقت.

الجمع بين النُسكين هو من السنن التي تقرّب العبد إلى الله، ويُثاب عليها المسلم إن توافرت لديه القدرة المالية والنية الصادقة، فالحج أحد أركان الإسلام الخمسة، والأضحية من شعائر الله التي تُذبح تقربًا له في أيام النحر.

حكم قص الشعر والأظافر للمضحي

أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه يستحب لمن نوى الأضحية ألا يأخذ من شعره أو أظافره أو بشرته شيئًا، بدءًا من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، وحتى يذبح أضحيته، ويستند هذا الحكم إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يُضحي فلا يمس من شعره ولا بشره شيئًا" (رواه مسلم).

هذا الحكم خاص بالمضحي فقط، ولا يشمل من يُضحى عنهم. فمثلًا، إذا كان الأب هو من سيذبح الأضحية عن أسرته، فإن الحكم يخصه فقط دون زوجته أو أولاده، إلا إذا شاركوه في النية والذبح.

 ماذا لو كان المضحي يؤدي فريضة الحج؟ 

تتفرع الإجابة هنا بحسب نوع النسك الذي يؤديه الحاج:

الحاج المتمتع أو القارن

في حال كان الحاج متمتعًا (أي يؤدي العمرة أولًا ثم الحج)، أو قارنًا (يجمع بين العمرة والحج)، فإنه يُطلب منه الحلق أو التقصير بعد أداء العمرة للتحلل منها. وفي هذه الحالة، يجوز له شرعًا أن يقص شعره أو أظافره، ولا يتعارض ذلك مع كونه ينوي الأضحية.

دار الإفتاء أكدت أن الحلق أو التقصير في هذه الحالة واجب من واجبات العمرة، ويُقدم على سنة الامتناع عن القص للمضحي. وبالتالي، لا إثم على الحاج في هذه الحالة، بل هو مأمور بالحلق حتى يتم نسكه.

الحاج المفرد

أما الحاج المفرد، الذي يؤدي الحج فقط دون عمرة، ولا يتحلل إلا بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر، ففي هذه الحالة يُستحب له ألا يقص شعره أو أظافره من بداية العشر وحتى ذبح الأضحية، إذا كان ينوي أن يذبح لنفسه أو لأهله.

أقوال الفقهاء في هذه المسألة

الحنفية: يرون أن الامتناع عن قص الشعر والأظافر للمضحي أمر غير واجب، ولا حرج في فعله.

المالكية: يرون أن الامتناع عن القص مستحب، لكن فعله لا يفسد نية الأضحية ولا ينقص من أجرها.

الشافعية والحنابلة: يعتبرون أن الامتناع واجب، ويأثم من يخالف ذلك عمدًا، ويستندون إلى ظاهر الحديث النبوي السابق.

دار الإفتاء المصرية، اختارت القول بالاستحباب، وليس الوجوب، موضحة أن من أخذ من شعره أو أظافره بعد دخول العشر لا إثم عليه، وتصح أضحيته بإجماع العلماء.

هل يجوز للمسلم أن يذبح الهدي والأضحية معًا؟

نعم، يجوز للحاج أن يذبح الهدي المخصص للحج (مثلًا في حالة التمتع أو القِران)، ويذبح أضحية أخرى لأهله في بلده، ولا يوجد أي تعارض شرعي بين النُسكين، بل إن ذلك يدل على التقوى والإخلاص، كما جاء في قوله تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم".

وقد أكدت دار الإفتاء، أن المسلم الذي يذهب إلى الحج يمكنه أن يوكل من يذبح أضحيته في بلده، في الوقت الشرعي المحدد للأضحية، وهو من بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق.

الأحكام الشرعية

  • يجوز الجمع بين الحج والأضحية، وهو من الأمور المشروعة والمستحبة.
  • يُستحب لمن ينوي الأضحية عدم قص شعره أو أظافره من بداية العشر من ذي الحجة حتى الذبح.
  • الحاج المتمتع أو القارن يُباح له الحلق أو التقصير لأداء النسك، ولا إثم عليه في ذلك.
  • الحاج المفرد يُستحب له عدم الحلق إن كان ينوي الأضحية، لكن ليس عليه إثم إن فعل.
  • الامتناع عن القص سنة مؤكدة عند الجمهور، ولا تؤثر على صحة الأضحية في حال مخالفتها.
تم نسخ الرابط