تحذير خطير .. علي جمعة : من تعلم العلم لغير الله فليتبوأ مقعده من النار

في عالم تتعدد فيه نوايا طلب العلم، وتتشابك فيه الأهداف بين ما هو ديني، وما هو دنيوي، يطل علينا حديث نبوي شريف يحمل رسالة تحذيرية واضحة لكل من يسعى إلى العلم بدون إخلاص، ويُعيد توجيه البوصلة نحو نية صادقة لوجه الله تعالى.
الإخلاص في العلم ليس خيارًا
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من تعلم علماً لغير الله، أو أراد به غير الله، فليتبوأ مقعده من النار»، (رواه الترمذي).
حديث شديد اللهجة، يكشف خطورة طلب العلم بنوايا غير خالصة، وينبّه إلى أن العلم، مهما بلغ من شأن، إذا لم يُطلب ابتغاء وجه الله، فقد يكون وبالًا على صاحبه، لا نجاة له به.
النية أساس القَبول في العلم والعمل
وقد نشر هذا الحديث الشريف، فضيلة الأستاذ الدكتورعلي جمعة، عضوهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، مشيرًا إلى أن هذا الحديث لا يقتصر على علماء الشريعة، بل يشمل كل طالب علم في أي مجال، مؤكدًا أن النية الخالصة لوجه الله هي أساس القَبول، سواء في علوم الدين أو في الطب أوالهندسة أو أي فرع من فروع المعرفة.
لماذا حذر النبي من تعلم العلم لغير الله؟
الإسلام يعتبر طلب العلم عبادة، لا مجرد وسيلة للتفاخر أو التربح أو كسب الشهرة، وقد بيّن العلماء أن الإخلاص في طلب العلم هو سر القبول وسبب البركة في العلم والعمل. فالعلم الذي يُطلب لغير الله يفسد صاحبه ويقسي قلبه، بعكس العلم الذي يُطلب بنية صادقة، فيثمر خشية وتواضعًا ونفعًا عامًا.
النية.. ميزان الأجر والثواب في الإسلام
قال العلماء: "النية هي روح العمل"، وبدون نية خالصة لا يُقبل أي عمل، مهما بدا عظيمًا في الظاهر، وقد يكون نفس العمل سببًا للرفعة أو سببًا للهلاك، بحسب النية.
ومن هنا جاءت خطورة هذا الحديث النبوي، إذ جعل العقوبة مرتبطة مباشرة بنيّة الطالب والمتعلم، لا بمجرد فعل التعلم ذاته.
رسالة نبوية لكل طالب علم في هذا العصر
في عصر السرعة والتنافس والشهادات والدرجات العلمية، نحتاج جميعًا لمراجعة نوايانا، ونسأل أنفسنا لماذا نطلب العلم؟ هل نبحث عن ترقية؟ مكانة اجتماعية؟ مدح الناس؟ أم نسعى به لنيل رضا الله وخدمة عباده؟.
وقد علّق الدكتورعلي جمعة قائلًا: "العلم الذي لا يُبتغى به وجه الله يورث الكِبر والغرور، أما العلم الذي يُطلب لله فهو الذي يثمر التواضع والنفع الحقيقي للناس".
العلم عبادة.. فلا تفسده بالرياء
الحديث النبوي يُعلنها بوضوح: "طلب العلم رياءً يُدخل النار، فاجعل نيتك خالصة لله، واعلم أن العلم النافع هو ما قرّبك من الله، لا ما رفع قدرك في أعين الناس فقط".