عاجل

الإفتاء: تصوير الفواحش ونشرها ليس إنكارًا للمنكر بل جريمة شرعية وقانونية

دار الإفتاء المصرية:
دار الإفتاء المصرية: تصوير الفواحش ونشرها

في فتوى واضحة وصريحة، حذّرت دار الإفتاء المصرية من الانسياق وراء تصوير الفواحش والمعاصي ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت زعم "إنكار المنكر" أو "النصيحة"، مؤكدة أن هذا الفعل يعد جريمة شرعية وقانونية، لا تمت بصلة إلى مفهوم الإصلاح في الإسلام.

وقالت دار الإفتاء، في بيان رسمي نشرته عبر موقعها الرسمي، إن تصوير المعاصي والفواحش وتداولها بين الناس هو سلوك مرفوض شرعًا، يُشيع الفاحشة في المجتمع، ويخالف مقاصد الشريعة في الستر والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأوضحت الدار أن البعض قد يُخدع بالنية، فيظن أن فضح المخطئين أو تصوير المذنبين هو من باب الغيرة على الدين، لكن الحقيقة أن النهي عن المنكر له ضوابط شرعية وأخلاقية يجب الالتزام بها، أبرزها الستر، والرفق، وعدم الإضرار بالناس أو انتهاك خصوصياتهم.

إشاعة الفاحشة وتهديد السلم الاجتماعي

وشدّدت دار الإفتاء على أن نشر هذه المشاهد يساهم في إشاعة الفواحش والمنكرات بين أفراد المجتمع، ويهدم القيم الأخلاقية، ويشكّل تهديدًا للاستقرار الأسري والنفسي، فضلًا عن كونه مخالفة صريحة لقوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 19].

كما استشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة" [رواه مسلم]، لتؤكد أن الستر عبادة، وأن إشاعة الفواحش ليست من الشجاعة أو النصيحة في شيء، بل هي مخالفة صريحة لأخلاق الإسلام.

ليست حرية شخصية ولا دعوة صالحة

ونوّهت دار الإفتاء إلى أن تصوير الناس دون إذنهم ونشر هذه المشاهد، حتى وإن كانت صحيحة، ليست حرية رأي، ولا دعوة إلى الإصلاح، بل هي تشهير محرَّم شرعًا ومجرَّم قانونًا، مشيرة إلى أن القانون المصري يعاقب على هذه الأفعال بالسجن والغرامة وفقًا لقوانين حماية الخصوصية ومكافحة الجرائم الإلكترونية.

دعوة للمصلحين والدعاة عبر الإنترنت

ودعت الدار جميع المصلحين والدعاة، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تحري الحكمة والتثبت في كل ما يُنشر، وعدم الانسياق خلف عناوين الإثارة والفضائح بحجة النصح والإصلاح. فالدعوة إلى الله لا تقوم على التشهير، بل على الرحمة والموعظة واللين.

وأكدت أن من أراد الإصلاح فليكن على بصيرة، وليعلم أن النية الحسنة لا تُبيح الوسائل الخاطئة، وأن الغاية لا تُبرر الوسيلة، قائلة: "ما هكذا تُنكر المنكرات، وما هكذا تكون النصيحة. فالدين يأمرنا أن نُصلح لا أن نُفضح، وأن نبني لا أن نهدم".

خلاصة الفتوى:

  • تصوير المعاصي ونشرها محرّم شرعًا ومجرَّم قانونًا.
  • الستر على الناس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
  • النية الصالحة لا تُبرر الأساليب الخاطئة.
  • الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هي السبيل الوحيد للإصلاح الحقيقي.
تم نسخ الرابط