مجزرة في دارفور.. أكثر من 500 قتيل وجريح في هجوم عنيف على مخيم زمزم للاجئين

في تطور مأساوي جديد يفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في إقليم دارفور، وفقما أفادت مصادر ميدانية لقناة “القاهرة الإخبارية” بأن الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، الواقع جنوب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 500 شخص ما بين قتيل وجريح، وفق تقديرات أولية.
أوضاع كارثية
ووقعت الهجمات في وقت تشهد فيه مدينة الفاشر ومحيطها تصعيداً عسكرياً متزايداً، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في غرب السودان، حيث يعاني ملايين المدنيين من أوضاع كارثية بسبب القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
وبحسب شهود عيان، فقد استهدفت الهجمات مناطق سكنية داخل المخيم، الذي يأوي آلاف النازحين، معظمهم من النساء والأطفال، الذين فرّوا من مناطق نزاع سابقة في دارفور.
وأظهرت المشاهد الأولية حجم الدمار الكبير في المخيم، وسط أنباء عن نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد بارتفاع حصيلة الضحايا خلال الساعات المقبلة.
انهيار المنظومة الصحية ونداءات استغاثة
في ظل اشتداد القصف، أعلنت مصادر طبية داخل الفاشر أن المستشفيات الميدانية غير قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين، في حين تواجه الفرق الطبية صعوبة بالغة في الوصول إلى المخيم بسبب استمرار إطلاق النار وخطورة الوضع الأمني.
منظمات إغاثية وإنسانية محلية ودولية أطلقت نداءات عاجلة لتوفير ممرات آمنة لنقل الجرحى، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم المنكوب، وسط تقارير عن موجة نزوح جديدة باتجاه مناطق أكثر أمناً، في ظل غياب أي حلول سياسية تلوح في الأفق.
أزمة متصاعدة وصمت دولي
وتأتي هذه التطورات الدامية في وقت تحولت فيه مدينة الفاشر إلى آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في دارفور، في ظل محاولات قوات الدعم السريع توسيع سيطرتها في الإقليم، ما ينذر بوقوع كارثة أوسع، وسط تحذيرات من ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
وتواجه الأمم المتحدة ومجلس الأمن انتقادات متصاعدة بسبب ما يوصف بـ”الصمت الدولي” تجاه ما يحدث في غرب السودان، خاصة في ظل تزايد الأدلة على استهداف متعمد للمخيمات والمراكز المدنية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وتظل الفاشر ومخيم زمزم اليوم شاهداً جديداً على معاناة شعب تحت نيران الحرب منذ أشهر، في ظل تفكك الدولة، واستمرار الصراع المسلح بين طرفين لا يلقيان بالاً للأبرياء العالقين في مرمى النيران.
ويبقى السؤال مطروحاً، إلى متى سيظل العالم يراقب بصمت ما يحدث في السودان؟