عاجل

صراع السودان يدخل عامه الثالث.. خريطة السيطرة الميدانية وتبادل الاتهامات

قائد الدعم السريع
قائد الدعم السريع حميدتي وقائد الجيش السوادني البرهان

مع دخول الحرب الدامية في السودان عامها الثالث، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قادة العالم، المجتمعين في مؤتمر دولي تستضيفه لندن اليوم الإثنين، إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للمساعدات، في ظل تفاقم الانتهاكات والانهيار الإنساني الواسع.

خريطة السيطرة الميدانية وتبادل الاتهامات

تشير تقارير المنظمة الحقوقية إلى أن النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد قرابة 13 مليون شخص.

كما يعاني نصف سكان البلاد من انعدام الأمن الغذائي، في ظل مجاعة متفاقمة ونزوح داخلي مستمر.

وعلى صعيد السيطرة الميدانية، أعلن الجيش السوداني نهاية مارس الماضي استعادته مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم بعد طرد قوات الدعم السريع، التي كانت تهيمن على المدينة منذ اندلاع النزاع.

وتحدثت تقارير أممية عن إعدامات ميدانية وعمليات نهب واعتقالات طالت المدنيين خلال المعارك الأخيرة.

الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري»  الإيراني

في الخرطوم، كشف متطوعون عن تعرض مطابخ الإغاثة الشعبية لما وصفوه بـ«حملات ممنهجة» من قبل قوات الدعم السريع التي فرضت رسومًا تحت مسمى «الحماية»، في حين قامت وحدات من الجيش بترهيب واعتقال عمال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرته.

دارفور والجزيرة.. بؤرتا المعاناة

وفي غرب البلاد، تواصل قوات الدعم السريع شن هجمات على مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي مناطق ما تزال تحت سيطرتها.

وقد أدى القصف إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم 70 طفلًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما أجبر برنامج الأغذية العالمي على تعليق أنشطته هناك.

أما في ولاية الجزيرة، التي كانت خاضعة لسيطرة الدعم السريع حتى فبراير الماضي، فقد رصدت «هيومن رايتس ووتش» انتهاكات خطيرة ارتكبتها الأطراف المتقاتلة. وتشير الأدلة إلى تنفيذ الجيش والميليشيات المتحالفة معه هجمات مباشرة ضد المدنيين، فيما واصلت قوات الدعم السريع ارتكاب انتهاكات مروعة، شملت الإعدامات والنهب والاغتصاب، حتى بعد خسارتها السيطرة الرسمية على المنطقة.

اقتحام مخيم زمزم والهجوم على الفاشر  

واصلت قوات الدعم السريع هجومها على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بعد 12 كيلومترًا غرب مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، حيث أسفرت الهجمات عن مقتل عدد من المدنيين وتشريد الآلاف الذين هربوا سيرًا على الأقدام إلى مدينة الفاشر.

المخيم الذي يضم نحو نصف مليون نازح يشهد للأسبوع الثالث على التوالي اشتباكات عنيفة، في ظل محاولات قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة التي تعتبر مركزًا استراتيجيًا في دارفور.

السودان: معارك محتدمة بين قوات الدعم السريع والجيش وسط مخاوف من تعميق  الأزمة الإنسانية

مذبحة في مخيمات النازحين

في تطور مروع، أعلنت "منسقية مقاومة الفاشر" الأحد أن الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها، مثل "زمزم" و"أبو شوك"، أسفرت عن مقتل أكثر من 320 شخصًا بين قتيل وجريح.

وتعد هذه الهجمات جزءًا من عمليات عسكرية مكثفة تقوم بها قوات الدعم السريع منذ بداية الشهر الجاري.

دعوات للتحرك ووقف الإفلات من العقاب

وفي ظل استمرار الغارات الجوية والمعارك على الأرض، طالبت المنظمة الحقوقية الدول المشاركة في مؤتمر لندن، ومنها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، باتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين، أبرزها دعم إنشاء بعثة دولية لحماية السكان، وتقديم دعم مالي مباشر لعمال الإغاثة المحليين.

كما دعت إلى مساءلة مرتكبي الانتهاكات، بغض النظر عن مواقعهم أو انتماءاتهم، وملاحقتهم عبر آليات العدالة الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية ولجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة.

وشددت "هيومن رايتس ووتش: على ضرورة وقف تدفق الأسلحة إلى السودان، مطالبة بإدانة خروقات الحظر الأممي، خاصة تلك التي يُزعم تورط أطراف خارجية فيها، ودعت إلى توسيع دائرة العقوبات ومنع توريد الأسلحة لأي طرف في النزاع.

تم نسخ الرابط