صلاة يغفل عنها الكثير.. تعرف على أحبّ الصلوات إلى الله

في زمن كثرت فيه الانشغالات وقلّ فيه الخشوع، تبقى بعض العبادات لها منزلة عظيمة عند الله عز وجل. ومن بين هذه العبادات، صلاة تُعدّ من أحبّ الصلوات إلى الله، وقد دلّ على فضلها أحاديث نبوية صحيحة. فهل تعرف ما هي؟ وكيف تحافظ عليها؟ هذا ما نكشفه لك في هذا التقرير، مستندين إلى كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومصادر موثوقة من أهل العلم.
ما هي أحبّ صلاة إلى الله؟
بحسب ما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحبّ الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه."
[رواه مسلم: 1159]
ويُفهم من هذا الحديث أن صلاة قيام الليل، وخاصة ما كان منها في ثلث الليل الأخير، هي من أحبّ الصلوات إلى الله تعالى.
لماذا صلاة قيام الليل لها هذه المنزلة العظيمة؟
قيام الليل ليس مجرد نافلة، بل هو عبادة تُظهر صدق المحبة والإخلاص لله، خاصة حين ينام الناس ويخلو العبد بربه. وقد قال الله تعالى في وصف المؤمنين:
"كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" [الذاريات: 17]
وهذه الصلاة تُحيي القلب، وتُغسل الذنوب، وتُقرّب العبد من ربه قربًا عجيبًا لا يُدركه إلا من ذاق لذتها.
متى يبدأ وقت قيام الليل؟ وهل يشترط الاستيقاظ في آخر الليل؟
وقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر، وأفضل وقت هو الثلث الأخير من الليل، لأنه وقت نزول الله إلى السماء الدنيا، كما في الحديث الصحيح:
"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟"
[رواه البخاري ومسلم]
كيف تحافظ على قيام الليل ولو بالقليل؟
ليس شرطًا أن تقوم الليل كله، بل حتى ركعتان قبل الفجر، أو بعد منتصف الليل، تُعد من قيام الليل وتُكتب لك الأجر، خاصة إن حافظت عليها بانتظام. قال الإمام النووي:
"وأقله ركعة الوتر، وأكمله ثلث الليل، ولا حدّ لأكثره."
قيام الليل، وخاصة في الثلث الأخير، هو أحبّ الصلوات إلى الله بعد الفرائض. هي لحظة صفاء بينك وبين خالقك، تُكفّر بها الذنوب، وتُفتح لك بها أبواب الرزق والرحمة، وهي سلاح المؤمن في الشدة والرخاء.
فإن كنت تبحث عن صلاة يحبها الله، وعبادة تقرّبك منه، فاجعل لك من الليل نصيبًا، ولو بركعتين فقط.