عاجل

هل يجب على الجنب الوضوء قبل النوم؟.. دار الإفتاء تجيب

هل يجب على الجنب
هل يجب على الجنب الوضوء قبل النوم؟ دار الإفتاء توضح

يواجه المسلمون في بعض الأحيان تساؤلات تتعلق بأحكام الطهارة، خاصة في حالات الجنابة، ومنها: هل يجوز للجنب أن ينام دون أن يغتسل أو يتوضأ؟.
هذا السؤال كان محور فتوى رسمية صادرة عن دار الإفتاء المصرية، حيث أوضحت حكم الشرع وآراء الفقهاء في هذه المسألة الحساسة، مستندة إلى أقوال الأئمة والمذاهب الأربعة.

الإفتاء: يُستحب للجنب الوضوء قبل النوم

ذكرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الوضوء قبل النوم في حال الجنابة مستحب، وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وذلك اقتداءً بسنة النبي ﷺ، وحرصًا على البقاء على طهارة نسبية حتى وقت الاغتسال الكامل.

 الوضوء مستحب.. والنوم بدونه مكروه

يرى فقهاء الشافعية والحنابلة أن من الأفضل للجنب أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوءه المعتاد للصلاة قبل أن ينام، خاصة إن كان سيؤخر الغُسل. واستدلوا بأحاديث صحيحة، منها ما رواه مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:" كان النبي ﷺ، إذا كان جنبًا، فغلبه النوم، توضأ وغسل وجهه".

المالكية: بين الوجوب والاستحباب

أما في المذهب المالكي، فالأمر محل خلاف. إذ يرى بعض الفقهاء أن الوضوء للجنب قبل النوم واجب، بينما يرى آخرون أنه مستحب فقط. وقد ذكر ذلك الإمام محمد عليش في كتابه منح الجليل، موضحًا أن "الجنب مأمور بالوضوء قبل النوم، لكن هل هو واجب أو مندوب؟ فيه قولان".

الحنفية: لا بأس بالنوم دون وضوء

وفي المذهب الحنفي، نجد التيسير أوضح، إذ لا يُشترط الوضوء للنوم في حال الجنابة، حيث يجوز للجنب أن ينام دون وضوء، كما جاء في بدائع الصنائع للكاساني:" لا بأس للجنب أن ينام قبل أن يتوضأ وضوءه للصلاة".
لكنه أشار إلى أنه يُستحب غسل اليدين والمضمضة إذا أراد الجنب أن يأكل أو يشرب.

ما يطمئن إليه قلبك

خلصت دار الإفتاء إلى أن الوضوء قبل النوم للجنب أمر مستحب عند جمهور العلماء، وليس واجبًا، ما يعني أن تركه لا إثم فيه، خاصة عند الحاجة أو التعب. ومع ذلك، فإن اتباع هذا الهدي النبوي فيه فضل وطهارة ومراعاة للأدب الشرعي. وتؤكد الإفتاء في ختام فتواها:" هذا الخلاف يعكس رحابة الفقه الإسلامي، ويُستحب للمسلم أن يعمل بما يطمئن إليه قلبه، وما يوافق مذهبه الفقهي".

تم نسخ الرابط