عاجل

كتابة الآيات على كفن الميت.. دار الإفتاء تحسم الجدل: حرام شرعًا

هل يجوز كتابة الآيات
هل يجوز كتابة الآيات والأذكار على الكفن؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية عبر موقعها الإلكتروني، حرمة كتابة آيات من القرآن الكريم أو أسماء الله الحسنى أو الأذكار على كفن المتوفى، مؤكدة أن هذا الفعل لا يجوز شرعًا، لما فيه من تعريض للنصوص المقدسة للامتهان والنجاسة، وهو أمر يتنافى مع تعظيم شعائر الله.

مفتي الجمهورية: امتهان للنصوص المقدسة

وقال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إن كتابة الآيات على الكفن محرم شرعًا، مشيرًا إلى أن الكفن يلامس جسد الميت، وقد يتعرض للدماء أو الصديد، وهو ما يؤدي إلى تنجيس كلمات الله وأسمائه، وهذا يتعارض مع تعظيم النصوص المقدسة وصيانتها.

واستشهد المفتي بعدد من أقوال علماء المذاهب الأربعة، والتي أجمعت على تحريم هذا الفعل، مؤكدًا أنه لا نفع فيه للميت، بل هو من البدع التي لم تُعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الكرام.

ستر الميت فرض.. وتحسين الكفن مستحب

 

بيّنت دار الإفتاء أن تكفين الميت فرض كفاية على المسلمين، وقد حث الشرع على أن يكون الكفن من الثياب الحسنة والنظيفة، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ» [رواه مسلم].

كما أجمعت كتب الفقهاء على أن الكفن الأبيض النظيف هو الأفضل، سواء كان جديدًا أو مغسولًا، ولكن الجديد أولى اتباعًا لظاهر السنة.

ما العلة في تحريم كتابة الآيات على الكفن؟

أوضحت دار الإفتاء أن من أعظم صور الإهانة للقرآن هي تعريضه للنجاسة أو الامتهان، والكفن عرضة دائمة لذلك بسبب ما يلاقيه من دماء وصديد من الميت. واستشهدت الفتوى بقول الله تعالى:
﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]

وتابعت الفتوى بأن تعظيم شعائر الله، وفي مقدمتها القرآن الكريم، من علامات التقوى، ولا يجوز بأي شكل تعريضها لما يُفقدها مكانتها، سواء كان ذلك عن قصد أو جهل.

أقوال الفقهاء من المذاهب الأربعة

أوردت دار الإفتاء المصرية أقوالًا صريحة لعلماء المذاهب الأربعة الذين شددوا على حرمة هذا الفعل، ومنهم:

النووي: "أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه."

ابن تيمية: "ويجب احترام القرآن حيث كُتِب، وتحرم كتابته حيث يُهان."

ابن حجر الهيتمي: "كتابة الآيات على الكفن غاية الإهانة؛ إذ لا إهانة أعظم من التنجيس."

لا بدعة في التكفين

دعت دار الإفتاء إلى الالتزام بما ورد في السنة فيما يخص تجهيز الميت، مؤكدة أن الابتداع في هذا الباب مرفوض، وأن أفضل ما يُهدى للميت هو الدعاء الصادق، والصدقة، والعمل الصالح باسمه، لا التعدي على حرمة القرآن الكريم.

تم نسخ الرابط