عاجل

النور مكانه في القلوب.. «نادي» فقد بصره في حادث أليم ليصبح أشهر جزار في المنيا

جزار المنيا الكفيف
جزار المنيا الكفيف

تتجسد معاني الإصرار والعزيمة في قرية هادئة بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، "نادي"، رجل فقد بصره منذ 4 عقود، لكنه لم يفقد شغفه بالحياة ولا إيمانه بقدرته على تحدي الصعاب، فبدلًا من الاستسلام لليأس،  قرر أن يستكمل مسيرة والده في مهنة الجزارة، ليثبت للجميع أن الإعاقة ليست نهاية المطاف، وأن النور الحقيقي يكمن في القلب والبصيرة لا في البصر.


ثلاثون عامًا من الظلام
يروي "نادي" بصوت هادئ، كيف انقلبت حياته رأسًا على عقب منذ 40 عامًا، عندما تعرض لحادث أليم خلف له إصابات جسدية متعددة، كان فقدان البصر أقساها، قائلا: "في البداية شعرت بظلام دامس يحيط بكل شيء، ليس فقط عيني، بل حياتي كلها، لكنني رفضت أن أستسلم لهذه الوحشة"، فقرر أن يبدأ كفاحًا جديدًا، مستمدًا قوته من إرادة صلبة وعزيمة لا تلين.

جزار المنيا الكفيف
جزار المنيا الكفيف


مهنة الجزارة بوصلة "نادي" في عالم الظلام


ورث "نادي"، مهنة الجزارة عن والده، وكانت جزءً أصيلًا من حياته قبل الحادث، وبعد فقدانه البصر، كان الشك يراوده حول إمكانية ممارسة هذه المهنة الشاقة مجددًا، لكن حبه لهذه المهنة التي تمثل جزءًا من هويته وتاريخ عائلته، دفعه إلى خوض التحدي، ويتذكر تلك اللحظة الحاسمة قائلًا: "في يوم ما، أمسكت بالسكاكين وذبحت عجلًا، ودهشت بنفسي أنني لم أواجه أي مشكلة، في تلك اللحظة، قررت أنني لن أجلس في المنزل مرة أخرى، وسأعمل مثل أي شخص مبصر".


إصرار يتحدى المستحيل


يقول "نادي،" إن الكثيرين من حوله كانوا يشعرون باستغراب شديد عندما اكتشفوا أنه يمارس مهنة الجزارة بكل براعة وإتقان، تمامًا كما يفعل أي شخص مبصر، فالتعامل مع السكاكين الحادة وتقطيع اللحوم بدقة يتطلب مهارة حسية عالية، لكن استطاع أن يطور حواسه الأخرى لتعويض فقدان البصر، ليصبح جزارًا ماهرًا يحظى بتقدير واحترام الجميع في قريته.

جزار المنيا الكفيف
جزار المنيا الكفيف


قرار بتحدي الإعاقة
أشار "نادي"، إلى أنه عانى من حالة نفسية سيئة لمدة عامين بعد فقدانه البصر، وذلك بسبب خوفه من عدم القدرة على ممارسة مهنته التي يعشقها، ويضيف: "كنت أحب الجزارة لأنها شغلي الذي ورثته عن أبي، وقررت أن أتحدى نفسي وإعاقتي لأعود إلى العمل مرة أخرى بعد الحادثة"، واستطاع بفضل إصراره وعزيمته أن يتغلب على هذه المشاعر السلبية وأن يحول إعاقته إلى دافع قوي لتحقيق النجاح.

تم نسخ الرابط