"الصدمات المتوارثة" .. إذا كنت تعاني من الحُزن.. ابحث في تاريخ عائلتك

المحتويات
الصدمات المتوارثة
قد تُعاني من الحزن طوال سنوات عمرك، وأن لا تعلم ما هي الأسباب التي تجعلك هكذا.. محبط ولا تشعر بالفرح، رغم مِن الممكن تكون حياتك بالفعل سعيدة، وبها كل ما يستدعى للتفاؤل، فتبدأ رحلتك من طبيب نفسي للآخر، لتبحث عن اجابة سؤال واحد وهو "لماذا أنا حزين كهذا"؟
لكن قد تجد اجابة لك في السطور التالية، بعدما تعرف أن "الحزن يُورث"، وأن هناك ما يُسمى بالصدمات المتوارثة! نعم يسير في دمك جينات ورثتها قديماً من صدمات نفسية قديمة لأفراد عائلتك، وأنت لا تعلم عنها شيئاً.

وفي هذا السياق، وعن "الصدمات المتوارثة" صرح لموقع "نيوز رووم " دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي لعلاج الأطفال والبالغين: أن الوراثة تلعب دورًا هامًا في زيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية، بالإضافة لأسباب أخرى منها الآتي

الاستعداد الوراثي والصدمات المتوراثة
يعمل الاستعداد الوراثي علي زيادة احتمالية الأصابة بالأمراض النفسية والحزن، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض نفسي معين يزيد من احتمالية إصابة الفرد بهذا المرض أو بمرض نفسي مشابه، ومع ذلك، هذا لا يعني حتمية الإصابة.
الصدمات المتوارثة وعلاقتها بالجينات
لا يوجد جين واحد مسؤول عن الأمراض النفسية أو مشاعر حزن دائمة، غالبًا ما يكون هناك تفاعل معقد بين عدد من الجينات المختلفة، التي تزيد من القابلية للإصابة، والتنظيم الجيني أي الوراثة تؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع العوامل البيئية، مما قد يؤثر على ما إذا كان سيصاب باضطراب نفسي أم لا.

الأمراض النفسية المرتبطة بالوراثة بشكل أوثق:
وأشار طبيب الأمراض النفسية أن الأبحاث أوضحت أن بعض الإضطرابات النفسية تميل إلى الانتشار في العائلات بشكل أكبر، مما يشير إلى وجود جذور وراثية قوية من هذه الاضطرابات، منها التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه واضطراب ثنائي القطب والاكتئاب المرضي الشديد ، الفصام، الحزن الدائم.
الأمراض النفسية والتفاعل بين الوراثة والبيئة
وأوضح دكتور فرويز أن هناك مزيج من العوامل غالبًا ما يكون ظهور الأمراض النفسية والحزن الغير مبرر، ناتجًا عن تفاعل بين العوامل الوراثية والاستعداد الجيني مع العوامل البيئية والظروف الحياتية، والظروف المحفزة قد لا يظهر المرض النفسي لدى شخص لديه استعداد وراثي إلا إذا تعرض لظروف بيئية معينة مثل الضغوط الحياتية الكبيرة، الصدمات، أو سوء المعاملة.
وأضاف كما تختلف من شخص لآخر داخل أفراد الأسرة الواحدة حتى في العائلات التي ينتشر فيها بعض من الأمراض النفسية، قد تختلف شدة الأعراض بشكل كبير بين الأفراد.
أمثلة على تأثير الوراثة والصدمات الوراثية
إذا كان أحد الوالدين مصابًا بأحد الأمراض النفسية مثل الفصام، فإن احتمالية إصابة الأبناء تزداد مقارنة بعامة السكان، وتزداد الاحتمالية بشكل أكبر إذا كان كلاً الوالدين مصابًا.
في حالة مرض الاكتئاب الشديد و الحزن، تتضاعف احتمالات الإصابة لدى الأبناء إذا كان أحد الوالدين مصابًا.